(أمل لَيْسَ يقْضى فى تمنى ... نظرة تستفاد عِنْد التفاتك)
(لست أرضاك مُسْرِفًا فى تجنيك بِحَال وَالْحسن بعض صفاتك)
(لَك فى كل مهجة راضها الْحبّ هوى يستطاب فى مرضاتك ... )
(بقوام يملى على اذا مَال حَدِيث الرماح فى لفتاتك ... )
(ومحيا يرى ضئيل نحولى ... لعذولى وَالصُّبْح للسر هاتك)
(وسنا مبسم الى الرشد يهدى ... هائما ضل فى دجى مرسلاتك)
(يَا بديعا تحكى الرياض سجاياه أقل مهجتى شبا لحظاتك ... )
(أَنا من لَا يحيله فرط اعرا ... ضك عَن مَذْهَب الولا وحياتك)
(وعَلى مهجتى رَقِيب من الوجد أرى فى لقاه بهجة ذاتك ... )
(حسب قلب وناظر يتمنا ... ك بِأَن لَا يرى سوى حَسَنَاتك)
(ملح تسلب النهى ومزايا ... أَيهَا يُسْتَطَاع واللحظ فاتك)
وَله غير ذَلِك مِمَّا ذكرته فى كتابى النفحة وَكَانَت وِلَادَته فى غرَّة رَجَب سنة أَربع وَعشْرين وَألف وَتوفى ختام صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَألف وَدفن بمقبرة الفراديس رَحمَه الله تَعَالَى
مُحَمَّد بن لطف الله بن زَكَرِيَّاء بن بيرام الشهير بشيخ مُحَمَّد العربى أستاذى ومرجعى وملاذى عين الرّوم وعماد ملك بنى عُثْمَان وَصدر عُلَمَائهمْ وأوحد الْعَصْر فى الْعلم وَالْفضل وَسَائِر أدوات الرياسة والآخذ من الْآدَاب بالطرف القوى وَكَانَ اليه الاشارة فى الفصاحة والبراعة مَعَ حسن النّظم والنثر فى الالسن الثَّلَاثَة وجزالة الالفاظ وسلاستها الى براعة الْمعَانى ونفاستها وَقد جمع الله تَعَالَى لَهُ أدوات الْفَضَائِل وَلم يزل يتدرج الى المعالى حَتَّى بلغ مَا بلغ وازداد على الايام رونقا واتساقا ورياسة وَعزة وَاسْتقر فى الذرْوَة الْعَالِيَة من قَضَاء الْعَسْكَر ورياسة الْعلمَاء وَكَانَ مقصد الشُّعَرَاء من كل مَكَان لَا تزَال عطاياه وَارِدَة عَلَيْهِم واحساناته فائضة لديهم وَلَو جمع مَا مدح بِهِ من القصائد والمقاطيع لناف على ألف ورقة وَجمع من الْكتب مَا لَا يدْخل تَحت حصر حاصر وَلَا ضبط ضَابِط وَكَانَ مَعَ كَثْرَة تنوعها لَا يشذ عَن فكره شئ مِنْهَا برسومه كلهَا وَلَقَد شاهدت مِنْهُ غَرِيبَة وهى انه افْتقدَ يَوْمًا ملحمة دانيال فَأمر حَافظ كتبه أَن يخرج الرسائل الْمُتَعَلّقَة بالعلوم الرياضية فاستمر الْحَافِظ وَالْفَقِير مَعَه ثَلَاثَة أَيَّام فى مُرَاجعَة هَذِه الرسائل وظفرنا