(وناظرنا يَوْم الْكُسُوف فَلم يطق ... لنا جدلا بل خانه الْفِكر والفهم)
(فَقيل وَبَعض القَوْل لَا شكّ حِكْمَة ... وَعند كسوف الشَّمْس قد ظهر النَّجْم)
(وَلَوْلَا تلافى الله جلّ جَلَاله ... أصَاب تلافا حِين تَابعه الرَّجْم)
وَالْحَاصِل انه كَانَ ضيق الْخلق وَأما علمه فَسلم عِنْد من يعرفهُ وان طعن فِيهِ طَاعن فَعَن عَدَاوَة وحسد وَله أشعار كَثِيرَة وقفت فى بعض المجاميع على أَبْيَات لَهُ كتبهَا الى قاضى الْقُضَاة بِالشَّام الْعَلامَة الْمولى على بن اسرائيل الْمَعْرُوف بِابْن الحنائى وَكَانَ وَقع لَهُ وَهُوَ قاضى بِدِمَشْق أَنه اخْرُج عَن رجل بعض الْوَظَائِف فَكتب الرجل محضرا فى شَأْن نَفسه واستكتب الاعيان فَكتب لَهُ بعض من كَانَ يظْهر الصداقة والمودة للقاضى الْمَذْكُور فَبَلغهُ ذَلِك فَقَالَ مضمنا
(لنا فى الشَّام اخوان ... بِظهْر الْغَيْب خوان)
(فأبدوا فى الجفا شانا ... بِهِ وَجه الصَّفَا شانوا)
(وظنوا أَنهم ذهلوا ... وَمَا غدروا وَمَا خانوا)
(وَلما ان رَأينَا الذهل طبع النَّاس مذ كَانُوا ... )
(صفحنا عَن بنى ذهل ... وَقُلْنَا الْقَوْم اخوان)
وأبيات الشَّمْس هى هَذِه
(لِسَان العدا ان سَاءَ فَهُوَ كليل ... قصير وَلَكِن يَوْم ذَاك طَوِيل)
(وَأَقْلَام من ناواك ضلت وأخطأت ... وَلَيْسَ لَهُم فى ذَا السَّبِيل دَلِيل)
(لقاليك شان شانه سوء فعله ... وَفعل الذى والى علاك جميل)
(فَلَا تحتفل مولاى ان قَالَ قَائِل ... ستنشدهم عِنْد اللقا وَتقول)
(وننكران شِئْنَا على النَّاس قَوْلهم ... وَلَا يُنكرُونَ القَوْل حِين نقُول)
(اذا طلعت شمس النَّهَار تساقطت ... كواكب ليل للافول تميل)
(وَهل يغلب الْبَحْر الْمُعظم جدول ... وَهل يدعى قهر الْعَزِيز ذليل)
(وَهل لجهول أَن يُقَاوم عَالما ... وَلَيْسَ سَوَاء عَالم وجهول)
(فَلَا عجب ان خَان خل وَصَاحب ... لَان وجود الصَّادِقين قَلِيل)
(على أننى أَصبَحت للْعهد حَافِظًا ... وحاشا لدينا أَن يضيع جميل)
(صُفُونا وَلم نكدر وأخلص ودنا ... وَفَاء عهود قد مَضَت وأصول)
(وانا الْقَوْم لَا نرى الْغدر سنة ... اذا مَا رَآهُ صَاحب وخليل)