(نعم قد كبا عِنْد الطراد جوادهم ... وَأَنت كريم لَا بَرحت تقيل)

وَكَانَ بَينه وَبَين جدى القاضى محب الدّين مراجعات ومطارحات كَثِيرَة لما كَانَ بَينهمَا من سالف مَوَدَّة واخاء ثمَّ تغيرا وانحرفا كَمَا سأذكره وَلَقَد ذكر الْجد فى رحلته قطعا من تِلْكَ المراجعات وَرَأَيْت الْفَقِير بِخَط الْجد فى بعض مجاميعه أبياتا كتبهَا اليه الشَّمْس مسائلا فَأَجَابَهُ عَنْهَا الْجد بِأَبْيَات من نظمه فَأَما أَبْيَات الشَّمْس فهى هَذِه وتاريخ كتَابَتهَا سنة سِتّ وَسبعين وَتِسْعمِائَة وهى قَوْله

(أيا فَاضلا أثنت عَلَيْهِ الافاضل ... وشاعت وذاعت عَن علاهُ الفواضل)

(جمعت علوما ثمَّ رحت تفيدها ... فَأَصْبَحت فَردا فى الورى لَا تماثل)

(وَكم غصت فى الْقَامُوس نَحْو صحاحه ... فأخرجت در الْيَسْ يحويه فَاضل)

(ففى نظمك الدّرّ النضيد منظم ... وفى النثر منثور الْجَوَاهِر حَاصِل)

(حللت محب الدّين فى الشَّام فانثنت ... تتيه بكم اذ زينتها الْفَضَائِل)

(وَلَا بدع أَنْت الْبَحْر فى الْعلم والندى ... وَكم عَم طلاب الْقرى مِنْك نائل)

(رقيت مقَاما فى الفصاحة ساميا ... يقصر عَن غاياته المتطاول)

(لبيد بليد وامرؤا لقيس مطرق ... لَدَيْهِ وسحبان الفصاحة بَاقِل)

(وَقد أرسل الممولك نَحْوك سَائِلًا ... سُؤال محب للحبيب يسائل)

(لانك فى الْفِقْه الامام مُحَمَّد ... لذَلِك قد قَامَت عَلَيْهِ الدَّلَائِل)

(فأى وَكيل لَا مجَال لعزله ... وان مَاتَ ذُو التَّوْكِيل فَهُوَ يزاول)

(بعثت سؤالا عاطلا نَحْو ربعكم ... وَلكنه يَرْجُو الحلى ويحاول)

(وَقد جَاءَكُم عبد يروم كِتَابَة ... ويكفيه فخرا أَنه بك نَازل)

(تَأَخَّرت فى عصر وَأَنت مقدم ... وفزت بِمَا لم تستطعه الاوائل)

(فجد بِجَوَاب لَا بَرحت تفيدنا ... لانك شيخ فى الْحَقِيقَة كَامِل)

وَأما أَبْيَات الْجد فَهَذِهِ وهى قَوْله

(أهذى سطور أم قدود عوامل ... وَتلك شموس أم بدور كوامل)

(وَهل هَذِه الالفاظ أزهار رَوْضَة ... سَقَاهَا من المزن الغدير هواطل)

(وَتلك الْمعَانى أنجم مستنيرة ... أم القاصرات الطّرف فِيهَا تغازل)

(وَبعد فيا رب الْفَضَائِل والندى ... وَيَا بَحر علم مَا لفضلك سَاحل)

(لَئِن كَانَ مَا أظهرت فى الطرس أنجما ... فانك شمس فى سما الْفضل رافل)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015