(أَقَامَت عَلَيْهِ الكائنات مآثما ... فدمع السَّحَاب الجون من بعده ميهمى)

(والبس أَثوَاب الْحداد الدجى أسى ... وَبدر الدجى فى وَجهه أثر اللَّطْم)

(وَقد حلقت رأسى وَأَلْقَتْ جلاببا ... وَشقت جيوبا رَوْضَة جادها الوسمى)

(وَقد لبست ثوب الصدار سماؤنا ... بغيم وَلَيْسَ الْغَيْم الا من الْغم)

(وصكت بنعل الفرقدين صدورها ... فَمن زرقة قد أثرت أثر الْخَتْم)

(عجبت لَهُ وَهُوَ الضنين بِنَفسِهِ ... يحارب عَنْهَا كَيفَ يجنح للسلم)

(بنينَا المرائى بعده وبيوتها ... وَقد صَار مِنْهُ هيكل الْجِسْم للهدم)

(عزاء بنى الامجاد والشرف الجم ... وصبرا جميلا لَا يقبح بالاثم)

(فسيف الْقَضَاء الحتم لَا يسلب المضا ... يصول بِلَا ذَنْب ويسطو بِلَا جرم)

(وَمَا أُمَّهَات الْخلق الا صوائر ... بشكل وَمَا الابناء الا الى الْيُتْم)

(لقد أنتج الْآبَاء أشكا الناسدى ... فياليت ذَا الانتاج بدل بالعقم)

(فيا رب أسْكنهُ الْجنان ممتعا ... وأسبل عَلَيْهِ ستر غفرانك الجم)

(وأبدله عَن هذى الرسوم وَأَهْلهَا ... قصورا وحورا قاصرت بِلَا نقم)

وَقَوله من قصيدة وهى من تحائفه

(على أَثلَاث الواد بَين سَلام ... وَبَعض تحايا الزائرين غرام)

(تذكرت أيامى بهَا وأحبتى ... اذ الْعَيْش غض وَالزَّمَان غُلَام)

(والمامتى بالحى حَيْثُ تواجهت ... قُصُور بِأَكْنَافِ الْحمى وخيام)

(ألام على هجرانهم وهم المنى ... وَكَيف يُقيم الْحر وَهُوَ يضام)

(همو شرعوا أَن الْجفَاء مُحَلل ... وهم حكمُوا أَن الْوَفَاء حرَام)

(وأبلج أما وَجهه حِين يجتلى ... فشمس وَأما كَفه فغمام)

(جرى طائرى مِنْهُ سنيحا فعلنى ... بدر أياد مَا لَهُنَّ فطام)

(شَردت عَلَيْهِ غير جَاحد نعْمَة ... اكلف خفا بعده وأسام)

(وَقد يسلب الرأى الْفَتى وَهُوَ حَازِم ... وينبو غرار السَّيْف وَهُوَ حسام)

(فقد وجد الواشون سوقا ونفقوا ... بضائع زورما لَهُنَّ دوَام)

(وَبَعض كَلَام الْقَائِلين تزيد ... وَبَعض قبُول السامعين أَنَام)

(فَأصْبح شَمل الانس وَهُوَ مبدد ... لَدَيْهِ وحبل الْقرب وَهُوَ ذمام)

(يقرب دونى من شهِدت وغيبوا ... ويوصل قبلى من سهرت وناموا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015