لَو اقمح المنى أساير عَسَاكِر النُّجُوم والافلاك وَقد ركز اللَّيْل رمح السماك فأنخت بمخيم الْمجد وقرارة مَاء السعد كعبة الافاضل الا انهم يحجون اليها كل آن وسوق عكاظهم الا أَنَّهَا تنصب فِيهَا مصاقع الرّوم لَا مصاقع عدنان فَلَمَّا ألقتنى فِيهَا أرجوحة الْمَقَادِير فاذا هى فلك الْعِزّ ومطلع التَّدْبِير الا أَن حالى تقسمت فِيهَا بَين الاغتراب وَالِاضْطِرَاب والاكتئاب اثلاثا فانزلت مِنْهَا منَازِل الا حسبتها على أجداثا وسقتنى الدردى من أول دنها وَسُوء الْعشْرَة من باكورة فنها كل هَذَا وَأَنا أستلين مس خشونتها وأسيغها على كدورتها وَأَقُول اذا لم تتمّ الصُّدُور فتتم العواقب وان لم تريش القوادم فستريش الخوافى والجوانب ثمَّ أنْشد لَهُ قَوْله من قصيدة نبوية مطْلعهَا
(سقى الله ذَات الشَّيْخ وَالْعلم الفردا ... وَحيا الحيا وَجه البشامة والرندا)
(وَمَا طلبى السقيا لَهَا عَن ظما بهَا ... وَلَكِن بسقياها بقلبى أرى بردا)
وَمِنْهَا
(وحلت خيوط الغاديات يَد الصِّبَا ... على أَنَّهَا من قبل قد احكمت عقدا)
(وَقد أوقدت فى مجمر الزهر عنبرا ... يَمِين شمال من براد الندى أندى)
(ذكرت بهاريا الحبيب وَسَاعَة ... بهَا لبيض وَجه الدَّهْر من بعد مَا اسودا)
(حبيب زنت عينى بِعَين جماله ... فصيرت تَزْوِيج السهاد لَهَا حدا)
وَمِنْهَا
(وقربنى مِنْهُ وأخشى بعاده ... فَرب اقتراب جر من بعده بعدا)
(كسهم الرمايا كلما ازْدَادَ قربه ... الى صدر راميه تبَاعد وامتدا)
وَهَذَا معنى مطروق وَمن ظريفه
(مدت الى يدا تودعنى ... فَدَنَا اليها المغرم الصب)
(كالسهم راميه يقربهُ ... ولاجل بعد ذَلِك الْقرب)
وَمِنْهَا
(ترى تمترى عشب الْحجاز رواحلى ... وتلطم أيديها وُجُوه الفلا وخدا)
وَله من نبوية أُخْرَى
(مَا زلت حسانا لَهُ ولبيته ... ولصخرك ذَاك الْبَيْت كالخنساء)
(أبكى البقيع وساكنيه وليتنى ... كنت المخضب دونهم بدماء)
وَله من أُخْرَى
(مذ نشرت صحيفَة البيد سرى ... رسمت بالمنسم واللنوى)
وَمن أُخْرَى
(هاب القريض مديحه ... فانشق أنصافا سطوره)