// وَهُوَ معنى مبتكر لطيف // الى الْغَايَة وَله

(أَيهَا الريم هَل تريم بنظره ... عل يصحو الْفُؤَاد من بعد سكره)

(بأبى أَنْت غُصْن بَان تثنى ... وَغدا يمزج الدَّلال بخطره)

(ألف الْقد زانها نقطة الْخَال فأضحى وَوَاحِد الْحسن عشره ... )

قلت هى حَسَنَة والحسنة بِعشر أَمْثَالهَا

(شَارِب أَخْضَر وبيض ثنايا ... سُودًا وَجه عيشتى بعد خضره)

(أَنْت زهر غض وقلبى كمام ... فلماذا أوقدت بَيْتك جمره)

قلت وَمن شعره قَوْله

(لم يبْق منى هوى ذَاك الغزال سوى ... بَقِيَّة من حَيَاة نازعت بدنى)

(فسين طرته مَعَ نون حَاجِبه ... كِلَاهُمَا سنّ لى سَيْفا من المحن)

هَذَا من التوليد الْحسن فانه ولد من الطرة والحاجب لَفْظَة سنّ وَمثله لبَعض الشُّعَرَاء

(كَيفَ لَا يسرق الْعُقُول وَذَا الْعَارِض واللحظ مِنْهُ لَام وصاد)

وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول بعض ظرفاء الْعَجم قَالَ الزكى بن أَبى الاصبع فى تَحْرِير التحبير ان أغرب مَا سَمِعت فى التوليد

(كَأَن عذاره فى الخدلام ... ومبسمه الشهى العذب صَاد)

(وطرة شعره ليل بهيم ... فَلَا عجب اذا سرق الرقاد)

فانه ولد من تَشْبِيه العذار بِاللَّامِ وتشبيه الْفَم بالصَّاد لَفْظَة لص وَولد من مَعْنَاهَا تَشْبِيه الطرة بِاللَّيْلِ وَذكر سَرقَة النّوم فَحصل توليدوا غراب وادماج وَله

(روحى الْفِدَاء الظبى ذبن فِيهِ أسى ... مؤنس الطّرف وَسنَان بِلَا وَسن)

(لم أنس اذ قَامَ للتوديع وانبسطت ... يَد الْفِرَاق لقطع الشمل بالمحن)

(يَقُول وَالِد مَعَ فى الآماق يخنقه ... يَا لَيْت معرفتى اياك لم تكن)

وَله

(وَجهه كعبة حسن ... ولماه مَاء زَمْزَم)

(خلت ذَاك الْخَال مِنْهُ ... حجر الاسود يلثم)

وَقد وقفت على أنموذج من شعره أَظُنهُ من جمعه وَفِيه كل نادرة وتحفة سَاحِرَة فاخترت مِنْهُ جله لهَذَا الْكتاب وأرجوا أَن لَا يُقَال طَال بِهِ بل طَابَ وَقد صَدره بِهَذِهِ الديباجة الْآتِيَة من انشائه النفيس وَجعلهَا مُقَدّمَة لرسالة أهداها الشَّيْخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015