حسدنا عَلَيْهِ الدَّهْر الحسود وَجرى على سجيته فى تَبْدِيل الايام الْبيض بالليالى السود فَقضى الله علينا بِفِرَاقِهِ لامور أوجبت نكس الآبل بعد اعراقه ثمَّ انشد لَهُ من شعره قَوْله
(شَرق على حكم النَّوَى أَو غرب ... مَا أَنْت أول ناشب فى مخلب)
(فى كل يَوْم أَنْت نهب مخالب ... أَو ذَاهِب فى اثر برق خلب)
(متألق فى الجو بَين مشرق ... غص الفضاء بِهِ وَبَين مغرب)
(يبكى ويضحك والرياض نواسم ... ضحك المشيب على عذارى الاشيب)
(أزعمت ان الذل ضَرْبَة لَا زب ... فنشبت فى مخلاب باز أَشهب)
(لعبت بلبك كَيفَ شَاءَ لَهَا الْهوى ... مقل مَتى تَجِد النواظر تلعب)
(زعمت عثيمة ان قَلْبك قد صبا ... من لى بقلب مثل قَلْبك قلب)
(قد كنت آمل أَن تَمُوت صبابتى ... حَتَّى نظرت اليك يَا ابْنة يعرب)
(فطربت مَا لم تطربى ورغبت مَا ... لم ترغبى ورهبت مَا لم ترهبى)
(وَلَقَد دلفت اليهم فى فتية ... ركبُوا من الاخطار أصعب مركب)
(جعلُوا الْعُيُون على الْقُلُوب طَلِيعَة ... ورموا القفار بِكُل حرف ذعلب)
(ترمى الفجاج وقلبها متصوب ... فى البيد اثر البارق المتصوب)
(هوجاء مَا نفضت يدا من سبسب ... الا وَقد غمست يدا فى سبسب)
(تسرى وقلب الْبَرْق يخْفق غيرَة ... مِنْهَا وَعين الشَّمْس لم تتنقب)
(تطفو وترسب فى السراب كَأَنَّهَا ... فلك يشق عباب بَحر رعرب)
(تفلى بِنَا فى البيد نَاصِيَة الفلا ... حَتَّى دفعت الى عقيلة ربرب)
(وافتك تخلط نَفسهَا بلداتها ... وَالْحسن يظهرها ظُهُور الْكَوْكَب)
(كفريدة فى غيهب أَو شادن ... فى ربرب أَو فَارس فى موكب)
(تمشى فتعثر فى فضول ردائها ... بحياء بكر لَا بنشطة ثيب)
وَقَوله من قصيدة
(باجتلاء المدام فى الاقداح ... وبمرآة وَجهك الوضاح)
(لَا تذرنى على مرَارَة عيشى ... أكل واش وَلَا فريسة لاحى)
(صَاح كلنى الى المدام ودعنى ... والليالى تجول جول القداح)
(لَا تخف جور حادثات الليالى ... نَحن فى ذمَّة الظبار والرماح)
(طوع أيدى الخطوب رهن المنايا ... تَتَخَطَّى بهَا الى صفاحى)