(فَلَقَد عهدتك فى الْوَفَاء أَخا تَمِيم لاقضاعه ... )

(علما بأنك لى تود من التفاريق الفقاعه ... )

(صدقَات قطر الْهِنْد قد ... صَارَت اليك بِلَا دفاعه)

(لَا تتركنى فى الرعاع اذا تَفَرَّقت البضاعه ... )

وَكتب اليه مستقضيا مِنْهُ ارسال نعل كَانَ طلبَهَا مِنْهُ وَهُوَ بِالطَّائِف

(قاضى الشَّرْع فقت هَذَا الاناما ... بحجى ثَابت وَعز فداما)

(وذكاء يُفِيد كل ذكى ... واطلاع يخجل النظاما)

(ان أهل الْكَمَال عطل وتاج الدّين تَاج يزين الاقواما ... )

(من أنَاس فى بطن مَكَّة سادوا ... اذ غدوا يمنحون فضلا لَهَا لما)

(زَينُوا منصب الرياسة وَالْفضل بِفضل ومنطق لن يراما ... )

(مذ حللت الْحجاز ضاء ومذ غبت راينا عَلَيْهِ حزنا ظلاما ... )

(كل وَقت لم ننس ذكرك فِيهِ ... فاحفظن للمحب مِنْك الذماما ... )

(وادكر حَاجَة الْمُحب وان رك ادكارى لَهَا فحاشى المقاما ... )

فَرَاجعه القاضى بقوله مداعبا

(وصلت رقْعَة الْحَمِيم وَلَكِن ... اقْتضى النّظم ان أَقُول الحماما)

(وصلت يقظة عيَانًا وَكَانَت ... وصلت قبل ذَا مرَارًا مناما)

(أذكرتنى فأذكرت غير نَاس ... لَا تخلنى أنساك حاشى المقاما)

(وكأنى أَرَاك تعرك بالتفكير فِيهَا مِنْك القذال دواما)

(ان تكن قد ضعفت لما ترَاخى ... بعثها عَن وصولنا يَا هماما)

(فاعتذارى شحى بأنسك لما ... كل حِين تَزُورنَا أحلاما)

(يَا لَهَا من مَطِيَّة أمتعتنا ... بمحياك زَائِرًا بساما)

(قد لعمرى وريت فِيهَا بلطف ... واحتكمت التنكيت فِيهَا احتكاما)

(كل أبياتها قُصُور وَلَكِن ... كَانَ بَيت القصيد مِنْهَا الختاما)

(فنشقنا فتيت مسك ختام ... زَاد نشرا بِمَا افتتحت النظاما)

(عجل الله ذَلِك الفأل مِنْهُ ... وَأقَام الْمُحب ذَاك المقاما)

فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْجَواب بقوله

(وصلت رورة الفريد على مَا ... كَانَ فى حليها محبا فقاما)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015