الِاشْتِغَال وَهُوَ خَال صاحبنا الْفَاضِل الاديب الاريب مصطفى بن فتح الله شَقِيق والدته كفله بعد موت أَبِيه ورباه وَبِه تخرج كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ طرفا من الْعَرَبيَّة وَذكر ان لَهُ شعرًا كثيرا قَالَ لَكِن لم يحضرنى مِنْهُ الا قَوْله فى غُلَام اسْمه عذيبى
(قد مسنى قلق فى وسط ساعية ... والبين يجرى دموعى وهى تجرى بى)
(من عشق ذى هيف حلوا للمى غنج ... أَزورهُ خافيا وَالصُّبْح يغرى بى)
(أَشْكُو إِلَى الله من ممشوق قامته ... وريق ثغر عذيبى فِيهِ تعذيبى)
وَكَانَت وِلَادَته فى سنة أَربع وَعشْرين وَألف وَتوفى بِمصْر يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع جُمَادَى الاولى سنة أَربع وَتِسْعين وَألف وَدفن بمقبرة المجاورين رَحمَه الله تَعَالَى
مُحَمَّد بن خَلِيل الاحسائى المكى الاديب الشَّاعِر الْمَشْهُور ذكره السَّيِّد على ابْن مَعْصُوم وَقَالَ فى وَصفه قَاض قضى من الادب الارب وحظى باتشاف الضَّرْب من لِسَان الْعَرَب وَمَا زَالَ بكعبة الْفضل طائف حَتَّى تقلد منصب الْقَضَاء بِالطَّائِف وَكَانَ شَدِيد الْعَارِضَة فى علم الْعرُوض مُبينًا لطلابه مِنْهُ السّنَن والفروض مَعَ المام جيد باللغة والاعراب ومفاكهات تنسى مَعهَا نَوَادِر الاعراب وَهُوَ من أبدع النَّاس خطا وأتقنهم للكتب نقلا وضبطا كتب مَا ينوف على الالوف وخطه بالحجاز مَعْرُوف ومألوف وَله شعر أَجَاد فِيهِ وأبدع وأودعه من الاحسان مَا أودع فَمِنْهُ قَوْله مهنيا الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن المرشدى بِالْمَدْرَسَةِ السليمانية لما تقلد تدريسها
(لقد سرنى مَا قد سَمِعت فهزنى ... بلذته هز المدام فأسكرا)
(وَذَلِكَ لما أَن غَدا الْحق رَاجعا ... لاهليه من بعد الضلال مكبرا)
(فدونكها مفتى الانام حَقِيقَة ... وانا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا)
وَقَوله فى النسيب
(وشادن كالبدر شاهدته ... عيونه الدعج تميت الانام)
(بدأت بِالتَّسْلِيمِ حباله ... فَقَالَ بالغنج عَلَيْك السَّلَام)
وَكتب الى القاضى تَاج الدّين المالكى وَقد فوض اليه تَفْرِيق الصَّدقَات الْهِنْدِيَّة
(امام هَذَا الْعَصْر لَا ... تجْعَل محبك فى الاضاعه)
(مَا خلت حاجاتى اليك وان نأت دارى مضاعه)
(لَا تنس ثدى مودتى ... بينى وَبَيْنك وارتضاعه)