وفى ايراد هَذِه القصيدة غنية عَن ذكر مَا هجى بِهِ وَمن أحاسن شعره قَوْله من قصيدة

(سقى الخزاما باللوى والاقاح ... من عَارض أَبْلَج سجل النواح)

(حَتَّى ترَاهَا وهى مخضلة ... تغص ريا بالزلال القراح)

(معاهدا للانس كَانَت وَهل ... لى وَقْفَة بَين جنوب البطاح)

(أَيَّام فى قَوس الصِّبَا منزع ... وللملاهى غدْوَة أَو رواح)

(والظبية الادماء لى منية ... وحبذا مرض الْعُيُون الصِّحَاح)

(لم أنس يَوْم الطلح اذ ودعت ... وأدمت الْقلب بِغَيْر الْجراح)

(يَا وَقْفَة لم يبْق فِيهَا النَّوَى ... الا ظنونا لَيْسَ فِيهَا نجاح)

(يَا قلب خُذ بى عَن طَرِيق الْهوى ... ففى مُنَاجَاة المعالى ارتياح)

(فالراح والراحة ذل الْفَتى ... والعز فى شرب ضريب اللقَاح)

وَمن شعره قَوْله فى دولاب المَاء

(ودولاب روض قد شجانا أنينه ... وحرك منا لوعة ضمنهَا حب)

(وَلكنه فى بَحر عشق جَهَالَة ... يَدُور على قلب وَلَيْسَ لَهُ قلب)

وَله غير ذَلِك وَكَانَت وِلَادَته بالصالحية فى سنة سِتّ بعد الالف وَتوفى فى ختام ذى الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وَألف وَدفن بزاويتهم بسفح قاسيون وَمن غَرِيب خَبره ان تمرض ببستان يعرف بالجور تَحت جوزة فِيهِ وَمَات ثمَّة

مُحَمَّد بن حُسَيْن الملا بن نَاصِر بن حسن بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن الشَّيْخ القطب الربانى شهَاب الدّين الاشقر العقيلى الْمَشْهُور الْمَعْرُوف قَبره بِمَدِينَة حماه الحموى الحنفى الْفَاضِل البارع المفنن كَانَ لَهُ صِحَة فهم وذكاء ومشاركة جَيِّدَة فى عُلُوم مُتعَدِّدَة وَطيب محاورة وَصدق لهجة ولد بحماة وَبهَا نَشأ ولازم وَالِده فى الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَتخرج بِهِ وَأخذ عَن خَاله الْخَطِيب أَحْمد بن يحيى علوما مُتعَدِّدَة وتأدب بهما وَلما جارت حكام ذَلِك الاقليم على أَهله هَاجر غالبهم الى دمشق فَكَانَ مِمَّن هَاجر مَعَ وَالِده وَأَهله وتوطن دمشق سِنِين عديدة ورحل الى مصر وَأخذ بهَا عَن شيوخها كالعلامة عَامر الشبراوى وَالشَّيْخ سُلْطَان المزاحى وَالشَّمْس البابلى ولازم فى الْفِقْه حسن الشرنبلالى وَعمر الدفرى وَغَيرهمَا من فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة وأجازوه وَكتب بِخَطِّهِ كتبا كَثِيرَة وتكرر تردده الى مصر لطلب الرزق بِالتِّجَارَة على عَادَة أسلافه الْمَارَّة وجاور بالحرمين سِنِين كَثِيرَة ورحل الى الْيمن مرَّتَيْنِ ثمَّ تدير مصر وَأقَام بهَا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015