(لم أكن مقَاما على ذَا وَلَكِن ... كَانَ طَوْعًا لامركم اقدامى)
(عمرك الله يَا نديمى أنْشد ... جارتا كَيفَ تحسنين ملامى)
وَله يرثى وَالِده وَقد توفى بالمصلى من قرى الْبَحْرين لثمان خلون من شهر ربيع الاول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة عَن سِتّ وَسِتِّينَ سنة وشهرين وَسَبْعَة أَيَّام ومولده أول يَوْم محرم سنة ثَمَان عشرَة وَتِسْعمِائَة
(قف بالطلول وسلها أَيْن سلماهما ... ورو من جرع الاجفان جرعاها)
(ورده الطّرف فى أَطْرَاف ساحتها ... وأرج الْوَصْل من أَرْوَاح أرجاها)
(فان يفتك من الاطلال مخبرها ... فَلَا يفوتنك مرآها ورياها)
(ربوع فضل تباهى التبر تربَتهَا ... وَدَار أنس يحاكى الدّرّ حصباها)
(عدا على جيرة حلوا بساحتها ... صرف الزَّمَان فأبلاهم وأبلاها)
(بدور تمّ غمام الْمَوْت حللها ... شموس فضل سَحَاب الترب غشاها)
(فالمجد يبكى عَلَيْهَا جازعا أسفا ... وَالدّين يندبها وَالْفضل ينعاها)
(يَا حبذا زمن فى ظلهم سلفت ... مَا كَانَ أقصرها عمرا وأحلاها)
(أَوْقَات أنس قضيناها فَمَا ذكرت ... الا وَقطع قلب الصب ذكرَاهَا)
(يَا جيرة هجروا واستوطنوا هجرا ... واها لقلبى الْمَعْنى بعدكم واها)
(رعيا لليلات وصل بالحمى سلفت ... سقيا لايامنا بالخيف سقياها)
(لفقدكم شقّ جيب الْمجد وانصدعت ... أَرْكَانه وبكم مَا كَانَ أقواها)
(وخر من شامخات الْعلم أرفعها ... وانهد من باذخات الْعلم أرساها)
(يَا ثاويا بالمصلى من قرى هجر ... كُسِيت من حلل الرضْوَان أصفاها)
(أَقمت يَا بَحر بِالْبَحْرَيْنِ فاجتمعت ... ثَلَاثَة كن أَمْثَالًا وأشباها)
(ثَلَاثَة أَنْت أنداها وأغزرها ... جودا وأعذبها طعما وأصفاها)
(حويت من دُرَر العلياء مَا حويا ... لَكِن دَرك أَعْلَاهَا وأغلاها)
(يَا أعظما وطِئت هام السهى شرفا ... سقاك من ديم الوسمى أسماها)
(وَيَا ضريحا على هام السماك علا ... عَلَيْك من صلوَات الله أزكاها)
(فِيك انطوى من شموس الْفضل أضوأها ... وَمن معالم دين الله أسناها)
(وَمن شوامخ أطواد الفتوة أرساها وأرفعها قدرا وأبهاها)
(فاسحب على الْفلك الا على ذيول على ... فقد حويت من العلياء علياها)