وَيَقُول مَا فى بَيت الْمُقَدّس أفضل مِنْهُ وَذكر صاحبنا الْفَاضِل ابراهيم الجينينى انه قَرَأَ عَلَيْهِ فى أَوَائِل الْهِدَايَة مَعَ ولد الشَّيْخ خير الدّين الشَّيْخ محيى الدّين وَكَانَ يبْحَث مَعَه كثيرا فى الابحاث الدقيقة من الْفِقْه وَغَيره وابتدأه الْمَرَض فى رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ وَألف فبقى مَرِيضا الى لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة فَمَاتَ الى رَحمَه الله تَعَالَى
مُحَمَّد بن حجازى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الرقباوى بِفَتْح الرَّاء وَالْقَاف الانبابى أحد شعراء الْعَصْر وأدباء الدَّهْر ولد بانبابه وَنَشَأ بِمصْر واشتغل بُرْهَة من الزَّمَان بعلوم الادب حَتَّى فاق أقرانه فنظم ونثر ورحل الى الْحَرَمَيْنِ وتوطنها مُدَّة ومدح الشريف زيد بن محسن بمدائح كَثِيرَة بليغة وَكَانَ يُعْطِيهِ العطايا الجمة وَجعل لَهُ فى كل سنة مُرَتبا ومعلوما ثمَّ توجه الى الْيمن فمدح الائمة بنى الْقَاسِم وانثالت عَلَيْهِ جوائزهم وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بِمُحَمد بن الْحسن وَله فِيهِ مدائح كَثِيرَة وَله بِالْيمن شهرة عَظِيمَة وَمن شعره الشَّائِع قصيدته الَّتِى عَارض بهَا حائية ابْن النّحاس الَّتِى مطْلعهَا
(بَات ساجى الطّرف والشوق يلح ... والدجى ان يمض جنح يَأْتِ جنح) 5 مدح بهَا الشريف زيد بن محسن ومستهلها
(كل صب مَاله فى الخد سفح ... لم يرق فى عينه نجد وسفح)
(وَمَتى يَعْلُو بشأن فى الْهوى ... وَله شَأْن بِهِ فِيهِ يشح)
(انما الدمع دَلِيل ظَاهر ... ان يكن للحب متن فَهُوَ شرح)
(والذى يصبو لاغصان النقا ... لم يكن عَنْهَا بِغَيْر الطّرف يصحو)
(يستحى من أَن يوافيها الحيا ... وَهُوَ اوفى منَّة والغيم يمحو)
(كَيفَ يستسقى لَهَا مَاء السما ... وَله جفن مَتى شَاءَ يسح)
(رَوْضَة للغيد كَانَت ملعبا ... وهى فى لبة جيد الشرق وضح)
(كلما نقطها قطر الندى ... رشف الطل بهَا رند وطلح)
(واذا مرت بهَا ريح الصِّبَا ... سحرًا أرجها بالمسك نفح)
(وتغنت فَوْقهَا ورق الْحمى ... ولداعى بلبل الاشواق صدح)
(رب ريم ذَات لحظ فاتن ... فاتك بِالْكَسْرِ والسقم يَصح)
(كنست فى ظلّ ذياك النقا ... وأذابت كل قلب فِيهِ جرح)
(طنبت فى مهجتى واستحكمت ... فى قطعا ليتها بالوصل تنحو)