أَربع وَأَرْبَعين وَألف ثمَّ سَار الى دَار الْخلَافَة وَولى الْقَضَاء ببوسنه وصوفيه وَكَانَ كثير الْآثَار وَرَأَيْت لَهُ أشعارا كَثِيرَة فَمِنْهَا هَذِه القصيدة مدح بهَا شيخ الاسلام يحيى ابْن زَكَرِيَّا ومطلعها
(كل لَهُ فى طَرِيق الْمجد أَسبَاب ... وكل حكم لَهُ أهل وأرباب)
(وَأَنت لى سَبَب مَا فَوْقه سَبَب ... ان عددت فى طَرِيق السعى أَسبَاب)
(وَأَنت لى سَنَد مَا مثله سَنَد ... وَأَنت قطبى الذى والته أقطاب)
(لولاك ضَاعَت حُقُوق النَّاس قاطبة ... وَكَانَ يغلب رب الْعلم حطاب)
(لولاك مَا قفل البواب مُنْهَزِمًا ... كلا وَلَا فتحت للفضل أَبْوَاب)
(كسرت بالجبر أَنْيَاب النوائب اذ ... أدمت فؤادى فَلم ينْبت لَهَا نَاب)
(لبيْك لبيْك يَا لب اللّبَاب وَمن ... مِنْهُ استضاءت لحسن الرأى ألباب)
(سرادق الشّعْر فى أَبْوَاب عزتها ... لَهَا على حيك الْمَرْفُوع أطناب)
(جلبت من بَحر فكرى كل لؤلؤة ... مَا كل من جلب المنظوم جلاب)
(هَذَا وَكم جَوْهَر لى فِيك مُنْتَظم ... فى اللَّوْن والشكل للرائين غلاب)
(كل غَدا موجزا فى شكر سَيّده ... ان الْمُحب لَهُ فى الشُّكْر اطناب)
(مَا كل من كَانَ فَوق النَّجْم مَسْكَنه ... كمن لَهُ تَحت وَجه الارض سرداب)
(جَزَاك مَوْلَاك خيرا عَن فقيرك اذ ... فى عَالم الْغَيْب ردَّتْ عَنهُ أحزاب)
(هابوك لما رَأَوْا بِالْقَلْبِ ميلك لى ... وَالْعَبْد عبد وَكم للْعَبد أحباب)
(مَا ثمَّ يرفع شان الْعلم غَيْرك يَا رفيع مجدله فى الْمجد أَنْسَاب ... )
(أيدعى الْعلم من فى الْبَاب يعرفهُ ... طِفْل وكهل وجمال وتراب)
(فى ذَلِك الْبَيْت كل الْكتب تعرفنى ... وخدمتى فِيهِ تَحْرِير ومحراب)
(من قَاس بالشمس فى أوج العلى رجلا ... فَذَاك من فقه نور الْعين مرتاب)
(لَو لم يكن يَوْم حشر النَّاس مقتربا ... مَا عارص الْحَافِظ القدسى بواب)
(لَو كَانَ يعلم علما كَانَ أظهره ... حَتَّى يُقَال لَهُ علم وآداب)
(الْمُدعى لَا ببرهان تكذبه ... شَوَاهِد الْحسن والكذاب كَذَّاب)
(من نَازل الْحَرْب لَا يَنْفَكّ فى يَده ... لاجل طَاعَته قَوس ونشاب)
(وقوس عبدكم علم يحرره ... وقوس دى الْجَهْل والنشاب أخشاب)
(مَا كل من نقل الاقوال يعرفهَا ... كم مُعرب مَاله فى الْبَحْث اعراب)