بِبَغْدَاد قصد القاضى أَبَا السَّائِب عَتبه بن عبيد لقَضَاء حَقه فتثاقل فى الْقيام لَهُ وتحقر تحقرا أرَاهُ بِهِ ضعف حركته وقصور نهضته فَأخذ الصاحب بضبعه وَقَالَ نعين القاضى على حُقُوق اخوانه فَخَجِلَ القاضى واعتذار اليه وَرَأَيْت بِخَط السَّيِّد مُحَمَّد كبريت الى سدته الْعلية أعنى الْخَطِيب الْمَذْكُور

(يأيها الْمولى الذى فاق الورى ... بِبَيَان مَنْطِقه البديع الزين)

(هَات افتنا فى زيد المخفوض فى ... مَا قَامَ الا زيد الْمِسْكِين)

فَكتب مجيبا

(يَا من بشمس علومه زَالَ المرا ... فغدا بمصباح الْهدى كَالْعَيْنِ)

(انى أَقُول جوابكم وبى الجوى ... فى فَرد بَيت زَان فى الْعَينَيْنِ)

(زيد تصور جَرّه باضافة ... للال وَهُوَ الْعَهْد للاثنين)

حاكته أيدى الوداد بأنامل الاخلاص وسبكتها فى قوالب الِاتِّحَاد فَمَا حاكتها سبائك الْخَلَاص الى الحضرة الَّتِى يحِق لى أَن أحن اليها وأشتاق ويليق لى أَن أطير مَعَ حمائم البطائق لأفد عَلَيْهَا لَو أَن ذَلِك مِمَّا يُطَاق تهدلت أَغْصَان دوحة رياسته وتهللت جباه جلالته ونفاسته حب موثوق بالعرى وقلب منبوذ بالعرا

(أأتخذ الْعرَاق هوى ودارا ... وَمن أهواه فى أَرض الشآم)

بيد أَن لَهُ فى سَعَة الْفضل رجا وفى اجْتِمَاع الشمل مَا تحار فِيهِ عقول أولى الحجا وَلَا يزَال بتذكر سويعات مرت مَا كَانَ أحلاها وأويقات لَيْسَ فى يَده الا أَنه يتمناها

(فياما كَانَ أحْسنه زَمَانا ... وياما كَانَ أطيبه وياما)

وَبعد كل حَال فسلامة الْمولى هى مُنْتَهى الطّلب اذا كَانَ فى صِحَة فَمَا أَنا الا فِيهَا أتقلب

مُحَمَّد بن أَيُّوب بن أَحْمد بن أَيُّوب الخلوتى الحنفى الدمشقى تقدم ذكر وَالِده وَكَانَ مُحَمَّد هَذَا من فضلاء وقته أديبا مطبوع الطَّبْع حسن المعاشرة خَفِيف الرّوح مَعَ صَلَاح وتقوى وَعبادَة أَخذ الْعلم عَن وَالِده وَغَيره من عُلَمَاء عصره وَلزِمَ الشَّيْخ أَحْمد ابْن على العسالى مَعَ وَالِده فى طَرِيق الخلوتية وَكَانَ ينظم الشّعْر وَلم أَقف لَهُ الا على هَذَا الْمَقْطُوع فى ذمّ العذار وَهُوَ

(يَا صَاح ان الشّعْر يزرى بذى الْحسن وان كَانَ بهى الْجمال ... )

(أما ترى الانفس من شَعْرَة ... تعاف للْمَاء الْفُرَات الزلَال)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015