(ودمت مولى كَرِيمًا ... فَأَنت أَحْرَى وَأولى)
وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الاحد ثانى شهر ربيع الثانى سنة سِتّ وَسبعين وَألف بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ قلت وَلِهَذَا الاديب أَخ اسْمه عبد الله ذكره ابْن مَعْصُوم لَكِن لم يذكر وَفَاته وَأَنا لم أَقف عَلَيْهَا فَأَرَدْت أَن أذكرهُ هُنَا لِئَلَّا يَخْلُو كابى من ذكره فَأَقُول قَالَ ابْن مَعْصُوم فى تَرْجَمته أديب يرفل فى حلل الْجمال ويرتع فى رياض الْكَمَال الى شمائل لرقة الشُّمُول ناسخة وآداب فى مقرّ الاحسان راسخة رَأَيْته فَرَأَيْت الْبشر مجلوا فى صورته والظرف متلوا من سورته وَله نثر ونظم يملكَانِ المسامع لطفا ويشبهان قائلهما رقة وظرفا فَمن شعره قَوْله فى الْعرُوض
(ان الْعرُوض لبحر ... تعوم فِيهِ الخواطر)
(وكل من عَام فِيهِ ... دارت عَلَيْهِ الدَّوَائِر)
وقرأت بِخَط السَّيِّد مُحَمَّد كبريت مَا نَصه أنشدنى اجازة لنَفسِهِ سيدى الْعَفِيف عبد الله بن الْخَطِيب الياس سلما من الْمَكْرُوه والباس
(يَا سيدى قُم لى وَلَا ... تخشى بحرمتك الْعِنَب)
(كَيْلا يُقَال مقصر ... فَأَكُون فِيهِ أَنا السَّبَب)
فَقلت وان لم يبلغ الظالع شأو الظليع
(لم لَا أقوم لسيدى ... من غير أَن أخْشَى العتب)
(وَهُوَ الذى قَامَت لَهُ ... بثنائها عليا الرتب)
قَالَ وَقلت فى الْمَعْنى
(أقوم على الرَّأْس لما بدا ... جمالك لَا لاجتناب العتب)
(وَلم لَا أقوم وَأَنت الذى ... لعلياه قَامَت كرام الرتب)
ولبعضهم فى الْمَعْنى
(قيامى للعزيز على فرض ... وَترك الْفَرْض مَالا يَسْتَقِيم)
(فَهَل أحد لَهُ عقل ولب ... وَمَعْرِفَة يراك وَلَا يقوم)
وَمَا ألطف قَول بَعضهم معتذرا عَن عدم الْقيام
(عِلّة سميت ثَمَانِينَ عَاما ... منعتنى للاصدقاء القياما)
(فاذا عمروا تمهد عذرى ... عِنْدهم بالذى ذكرت وقاما)
ذكرت بِهَذَا مَا حَكَاهُ أَرْبَاب السّير عَن الصاحب اسماعيل بن عباد انه لما كَانَ