(وأطلقوا عبرتى من بعد بعدهمْ ... وَالْعين اجفانها بالسهد قد كحلوا)
(يَا من تعذب من تسويفهم كبدى ... مَا آن يَوْمًا لقطع الْحَبل أَن تصلوا)
(جادوا على غَيرنَا بالوصل مُتَّصِلا ... وفى الزَّمَان علينا مرّة بخلوا)
(كَيفَ السَّبِيل الى من فى هَوَاهُ مضى ... عمرى وَمَا صدنى عَن ذكره شغل)
(واحيرتى ضَاعَ مَا أوليت من زمن ... اذ خَابَ فى وصل من أهواهم الامل)
(فى أى شرع دِمَاء العاشقين غَدَتْ ... هدرى وَلَيْسَ لَهُم ثار اذا قتلوا)
(يَا للرِّجَال من الْبيض الرشاق أما ... كفاهم مَا الذى بِالنَّاسِ قد فعلوا)
(من منصفى من غزال مَاله شغل ... عَنى وَلَا عاقنى عَن حبه عمل)
(نصبت أشراك صيدى فى مراتعه ... وَالصَّيْد فنى ولى فى طرقه حيل)
(فصاح بى صائح خفض عَلَيْك فقد ... صيد الغزال الذى تبغيه يَا رجل)
(فصرت كالوا لَهُ الساهى وفارقنى ... عقلى وَضَاقَتْ على الارض والسبل)
(وَقلت بِاللَّه قل لى أَيْن ساربه ... من صَاده علهم فى السّير مَا عمِلُوا)
(فَقَالَ لى كَيفَ تلقاهم وَقد رحلوا ... من وقتهم واستجدت سَيرهَا الابل)
وَقَوله من قصيدة طَوِيلَة فى الْمَدْح أَولهَا
(لَك الْفَخر بالعليا لَك السعد راتب ... لَك الْعِزّ والاقبال والنصر غَالب)
مِنْهَا
(سموت على قب السراحين صائلا ... فكلت بكفيك القنا والقواضب)
(وحزت رهان السَّبق فى حلبة العلى ... فَأَنت لَهَا دون الْبَريَّة صَاحب)
(وجلت بحومات الوغى جول باسل ... فَردَّتْ على اعقابهن الْكَتَائِب)
(فَلَا الدارعات المقتمات تكنها ... ملابسها لما تحق الْمضَارب)
(وَلَا كَثْرَة الاعداء تغنى جموعها ... اذا لمعت مِنْك النُّجُوم الثواقب)
(خض الحتف لَا تخش الردى واقهر العدى ... فَلَيْسَ سوى الاقدام فى الرأى صائب)
(وشمر ذيول الحزم عَن سَاق عزمها ... فَمَا ازدحمت الا عَلَيْك الْمَرَاتِب)
(اذا صدقت للناظرين دَلَائِل ... فدع عَنْك مَا تبدى الظنون الكواذب)
(ببيض المواضى يدْرك الْمَرْء شأوه ... وبالسمران ضَاقَتْ تهون المصاعب)
(لاسلافك الغر الْكِرَام قَوَاعِد ... على مثلهَا تبنى العلى والمناصب)
(زكوت وحزت الْمجد فرعا ومحتدا ... فآباؤك الصَّيْد الْكِرَام الا طائب)
(وَمن يزك أصلافى المعالى سمت بِهِ ... ذرى لمجد وانقادت اليه الرغائب)