(خَليفَة رب الْعَالمين وظله ... على خلقه والمعقل المتمنعا)
(وقطبا يَدُور الامر وفْق ارادة ... عَلَيْهِ كَمَا فى الْعلم كَانَ موقعا)
(وَمن قلبه بَين اصبعين لرَبه ... يصرفهُ وفْق الْمَشِيئَة طيعا)
(مَتى فلك التَّقْدِير دَار لحكمة ... بشئ تَجدهُ نَحوه صَار مسرعا)
(بنى فَوق هام النيرين مكانة ... لَهَا النسْر أغضى والسماك تضعضعا)
(مليك لَهُ كل الْمُلُوك تَوَابِع ... فدع ذكرهم اسكندرا ثمَّ تبعا)
(رأى كموكب الاقبال فَوق جَبينه ... فَقَالَ لقد صادفت للعز مطلعا)
(وَأبْصر مأوى سعده فلك العلى ... فألفاه أرقى من علاهُ وأرفعا)
(بَصِير بأعقاب الامور اذا رأى ... رَحِيم باحوال الرّعية ان رعا)
(جزاه اله الْعَرْش خير عَن الورى ... فكم أحكم الاحكام فيهم ووقعا)
(وَحيا على رغم الكواعب غرَّة ... تعلم مِنْهَا الْبَدْر أَن يتشعشعا)
(عَلَيْهَا من النُّور الالهى مسحة ... تردى محياه بهَا وتلفعا)
(لقد جِئْت قسطنطينة طوع أمره ... ووافيت بحرا بالمكارم مترعا)
(وشمت محيا بِالْحَيَاءِ مبرقعا ... وأبصرت روضا بالمعارف ممرعا)
(وأبصرت قلبا فِيهِ خشيَة ربه ... وَمَا كَانَ قلب الخاشعين ليخشعا)
(اذا سمع الْقُرْآن يَوْمًا بأذنه ... ترى الْقلب مِنْهُ خَاشِعًا متصدعا)
(وان ذكرُوا فضل الْجِهَاد رَأَيْته ... يمد جيوشا نَاوِيا كَونه مَعًا)
(كَمَا كَانَ ذُو النورين وَهُوَ سميه ... يُجهز جَيش العسرتين توسعا)
(الهى بِحَق الواردين لزمزم ... وَمن طَاف بِالْبَيْتِ الْعَتِيق وَمن سعا)
(أطل عمره واشرح بلطفك صَدره ... وعامله بالالطاف يَا وَاسع الدعا)
(وأيده بالنصر الْعَزِيز وَكن لَهُ ... مُمِدًّا وبالفتح الْمُبين ممتعا)
(مدى الدَّهْر مَا سَار الحجيج لمَكَّة ... وَمَا زَمْزَم الحادى لطيبة مسرعا)
وَقصد السّفر الى الشَّام بنية الْحَج وَأخرج خيامه وسرادقه الى أسكدار وَذَلِكَ فى يَوْم الاربعاء سَابِع رَجَب سنة احدى وَثَلَاثِينَ وصمم على هَذَا الامر فَحصل اللَّغط من الْعَسْكَر فى ذَلِك الْيَوْم وَقَامَت الْفِتْنَة وَاجْتمعت العساكر وَاتَّفَقُوا على عدم السّفر مَعَه ثمَّ تجمعُوا فى الْمَكَان الْمَعْرُوف بآت ميدانى وَاتَّفَقُوا على قتل الْوَزير الاعظم دلاور باشا وَضَابِط الْحرم السلطانى وَالِد فتردار ومعلم السُّلْطَان الْمولى عمر بِدَعْوَى