تلون وجهه - صلى الله عليه وسلم - وقال: «أو متهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي» (رواه أحمد).
ومن تعرض للشبهات والشهوات ثم طلب إصلاح القلب رام ممتنعاً. ورب عثرة أهلكت، ورب فارط لا يُستدرك، والنفس طامعة إذا أطمعتها، فالجمها بلجام الأوامر والنواهي، ومن صابر الهوى أينعت له الثمرات، فابتعد عن أسباب الفتن ومواردها، فإن المقاربة منها محنة لا يكاد صاحبها يسلم، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وحصن نفسك بزاد العلم، وانتق صحبة الأخيار، واسلك مسلك الحق، وانهج منهج الرشد، واجتهد في المحافظة على عقيدتك. وقد كان العلماء يوصي بعضهم بعضاً بالبعد عن مواطن الفتن، يقول ابن القيم (?): "جيش شهوات الغي وجيش شبهات الباطل أيما قلب صفا إليها وركن إليها تشربها، وامتلأ بها، فينضح لسانه وجوارحه بموجبها، فإن أشرب شبهات الباطل تفجرت على لسانه الشكوك والشبهات والإيرادات".