جاء الإسلام بالأمر بصفاء المعتقد ونقاء القلب وتطهيره من أدران القوادح، ونهى عن تلويث القلب بالشبهات أو تدنيسه بالشهوات، وفي زمن البعد عن مشكاة النبوة تزداد الحاجة إلى التمسك بينابيع الدين، يقول عليه الصلاة والسلام: «لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه» (رواه البخاري). ومن نتن الفتن أن من اشرأب بعنقه إليها أصابته من لوثتها، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفتن «ومن استشرف ـ تطلع ـ إليها أخذته». (رواه البخاري). والإسلام الحنيف جاء بلزوم النورين الكتاب والسنة، ونهى عن ضدهما مما يورث القلب الفساد، والشبهة إذا وردت على القلب ثقل استئصالها.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله (?): "وإذا تعرض العبد بنفسه إلى البلاء وكله الله إلى نفسه".اهـ
والتقصير في أداء الواجبات، واللهث وراء المنكرات، والاعتماد في السلوك على الفضائيات، يورث المهالك.
والقلب إذا أظلم بكثرة المعاصي ثقل عليه أداء المعروف، وسهل عليه قبول المنكر. وفي زمن تنزل الوحي وملازمة الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، كان - صلى الله عليه وسلم - يخشى عليهم من الفتن، فلما رأى عمر بن الخطاب قطعة من التوراة