هلاكه فتجيء الصدقة تفديه من العذاب، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خطب النساء يوم العيد: «يا معشر النساء تصدقن ولو من حُليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار» (متفق عليه). وفي الصحيحين «فاتقوا النار ولو بشق تمرة».
والصدقة تطفئ شؤم المعصية، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ - رضي الله عنه -: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» (رواه الترمذي).
الصدقة تقي مصارع السوء، وتدفع البلاء، وتحفظ المال، وتجلب الرزق، وتُفرح القلب، وتُوجب الثقة بالله وحسن الظن به، وتُزكي النفس وتنميها، وتحبب العبد إلى ربه وتستر عليه كل عيب، وتزيد في العمر، وتدفع عن صاحبها عذاب القبر، وتكون عليه ظلاًّ يوم القيامة، وتشفع له عند الله، وتُهون عليه شدائد الدنيا والآخرة، وتدعوه إلى سائر أنواع البر فلا تُستعصي عليه.
الصدقة وقاية بين العبد وبين النار، والمخلص المسرُّ بها يستظل بها يوم القيامة، ويدعى من باب الصدقة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة» (متفق عليه).
الصدقة ترفع البلاء وتنفرج بها بإذن الله الكروب، قال ابن القيم (?): "للصدقة والإحسان تأثير عجيب في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد، ولو لم يكن في هذا إلا تجارب الأمم قديماً وحديثاً لكفى به، فما يكاد العين والحسد والأذى يتسلط على محسن متصدق وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملاً فيه باللطف والمعونة والتأييد، وكانت له فيه العاقبة الحميدة فالمحسن المتصدق في خفارة إحسانه وصدقته، عليه من الله جنة واقية وحصن حصين".
ويقول أيضاً (?): "فإن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من