موضع يعرف بالأقحوانة 420 وقتل صالح ومع علم حسان والعرب بقتله
انهزموا بأسرهم إلى الجبال وقتل منهم جماعة، ولما عرف أصحاب صالح المقيمون في بعلبك وحمص وصيدا ورفنية وحصن ابن عكار قتله تخلوا عن جميعها واستعادها أصحاب السلطان. واستولى نصر وثمال ابنا صالح على حلب وأعمالها وعلى الرحبة وبالس ومنبج.
وكان بإنطاكية عامل للروم فجمع جيشاً وسار قاصداً حلب بغير أمر ملكه، فتلطف معه ابنا صالح بعد أن كبست العرب معسكره وقتلت منه جماعة، ثم سار ملك الروم بنفسه 421 إلى غزو حلب واتصل بحسان ابن الجراح ما عزم عليه ملك الروم من غزو الشام، فأنفذ إليه جماعة من أهله برسالة يقوي بها عزمه على ما همّ به ويبذل له الخدمة في غزاته والمسير بين يدي جيوشه بعشيرته وأصحابه، وأنفذ أيضاً نصر وثمال ابنا صالح بن مرداس مع آل جراح ابن عمهما مقلد بن كامل بن مرداس يبذلان مثل ذلك عن نفوسهما وعشيرتهما وأصحابهما، وأن يعطي جميعهم رهائنهم على مناصحتهم إياه، وصحة وفائهم بما بذلوه، ووفد جميعهم إلى الملك فنزل هذا بجيشه على تبّل من بلد أعزاز فطاردهم العرب وانهزم أكثر المقاتلة وثبت بعضهم وقتل من الفريقين جماعة، وأسرت العرب من الروم المنهزمين عدداً كبيراً وعاد الباقون إلى معسكرهم، ثم اضطر الملك إلى العودة إلى دياره، وكان معه جماعة كثيرة من الأرمن فوضعوا أيديهم في النهب وزادت الفتنة، ثم كتب نصر بن صالح إلى ملك الروم يستعطفه ويعتذر إليه ويلتمس منه أن يجريه على ما كان أبوه عليه وغيره، ممن ملك حلب مع من تقدمه من أسلافه الملكين الماضيين بسيل وقسطنطين.
قال ابن الأثير: لما خرج ملك الروم بنفسه من القسطنطينية إلى الشام هذه المرة كان في ثلاثمائة ألف مقاتل، فلما بلغ قريب حلب نزل على يوم منها، ولحقه عطش شديد فهلك كثير من جيشه عطشاً، فعاد وجماعته أدراجهم. وقيل في
عوده: إن جمعاُ من العرب ليس بالكثير عبر على عسكره وظن الروم أنها كبسة فانهزموا لا يلوون على شيء. وذكر ابن