ابن مرداس مائتي ألف دينار فأطلقه على شرط أن يطلق كل أسير عند ابن لؤلؤ من بني كلاب. وبنو كلاب بطن من عامر بن صعصعة ملكوا حلب ونواحيها، وأول من ملك منهم صالح بن مرداس هذا، وكان لهم في أيام سيف الدولة بن حمدان شأن،
وغزاهم غير مرة بعد أن اصطنعهم واصطفاهم من بين قبائل العرب.
انقرضت دولة بني حمدان سنة 406 وآخرهم في حلب المنصور، وقد دامت حكومتهم في حلب وحماة وحمص والمعرة وإنطاكية زهاء سبعين سنة عزيزة مستقلة في أولها، ذليلة خاضعة لسلطان غيرها في آخرها. وفي شوال 411 سلم محمد بن خليد النهراني إلى الروم حصن الخوابي في جبل نهران ومدينة مرقبة على ساحل البحر وكانت خراباً فأحسن إليه بسيل الملك. وتسلم نواب الفاطميين الشام حتى موت الحاكم بأمر الله 411هـ - 1021م وعندها اجتمع حسان أمير بني طيىء، وصالح بن مرداس أمير بني كلاب، وسنان بن عليان أمير بني كلب، فتحالفوا واتفقوا على أن يكون من حلب إلى عانة لصالح بن مرداس، ومن الرملة إلى مصر لحسان، ودمشق لسنان، فقصد صالح حلب وبها رجل يقال له ابن ثعبان يتولى أمرها للمصريين، فسلم أهل البلد لصالح لإحسانه إليهم ولسوء سيرة المصريين معهم، وسلمت القلعة إليه سنة 414 وملك من بعلبك إلى عانة وأقام بحلب ست سنين.
افتتح حسان بن المفرج بن الجراح أمير الطائيين مدينة الرملة 415 وأتى عليها حريقاً ونهباً وأسراً. وحاصر سنان بن عليان مدينة دمشق 416 وجرت بينه وبين أهلها حرب شديدة وخرب داريا وأعمالها. وبقيت حال الشام على هذا إلى سنة 419 وقد مات سنان بن عليان أمير الكلبيين، ودخل ابن أخيه رافع بن أبي الليل بن عليان إلى الظاهر الفاطمي فاصطنعه وعقد له الإمارة على الكلبيين وسير معه عسكراً، وانضافت إليه العساكر المقيمة في الشام، واجتذب إليه جماعة من العرب، وقصدوا بأجمعهم حرب حسان بن المفرج بن الجراح وورد إليه صالح بن مرداس وبنو كلاب لمعاونته، واتفقا على لقائهم وتصافوا للحرب في طبرية في