العهد وأطلق يده في مصادرة جماعة من الدمشقيين والمتهمين بقيام الفتنة فتنكروا عليه وأبغضوه واجتمع أهل البلد والجند على كراهيته.
كان لؤلؤ غلام ابن حمدان وولده منصور بن لؤلؤ قد استوليا على حلب بعد موت أبي الفضائل بن سعد الدولة، وضيق منصور بن لؤلؤ على ابني أبي الفضائل
فقصدا الحاكم في مصر، وهرب أبو الهيجاء بن سعد الدولة من حلب أيضاً في زي النساء والتجأ إلى بسيل ملك الروم ومات لؤلؤ في المحرم سنة 399 وآلت الإمارة لولده الصغير منصور بن لؤلؤ، وكرهه كثير من الحلبيين ورغبوا في أبي الهيجاء، وكذلك أمراء بني كلاب المدبرون بلد حلب، وسار أبو الهيجاء إلى ميافارقين فأنفذ معه حموه ابن مروان صاحباً له في دون المائتي فارس وسار إلى الجزيرة، ولقيه جماعة أمراء بني كلاب وضمنوا له أن يعاضدوه، وخافه منصور بن لؤلؤ فاستصلح بني كلاب وشرط لهم أن يعطيهم الإقطاعات الكثيرة ويجعلهم مساهمين له في الضياع والأعمال ظاهر حلب، واستنجد بالمغاربة جيش الفاطميين، فأسرع إليه علي بن عبد الواحد بن حيدرة قاضي طرابلس في عسكر منيع، فاتفقت موافاته حلب مع نزول أبي الهيجاء، فانهزم هذا وذهب إلى القسطنطينية، ومات فيها عند صاحب الروم، وعاد ابن حيدرة إلى طرابلس، وأقام منصور بن لؤلؤ يخطب لصاحب مصر ولقبه الحاكم مرتضى الدولة، ثم فسد ما بينه وبين الحاكم وعاد الكلابيون يلتمسون من منصور بن لؤلؤ ما شرط لهم، فحضر منهم زهاء سبعمائة رجل فيهم جميع أمراء بني كلاب وذوي الرئاسة والشجاعة جميعاً وأمر ببذل السيف فيهم، وحبس منهم جماعة، وكان في جملة المحبوسين صالح بن مرداس فتوصل في الحبس إلى أن صعد من السور وألقى نفسه من أعلى القلعة إلى تلها، فسار إلى أهله وجمع ألفي فارس وأسر ابن لؤلؤ وقيده بقيده الذي كان في رجله ولبته الحديد.
وكان لابن لؤلؤ أخ فنجا وحفظ المدينة، وبذل ابن لؤلؤ لصالح