عند المهدين. وتختم هذه الحفلة مثل أخواتها أيضاً بتلاوة المولد.
ولم يبرح بعض من لا يعتد بعقولهم ينذرون بعض نذور غربية وهي ما يسمونه بالنوبة يقيمون لها حفلة هي عبارة عن دعوة بعض الفقراء المشعوذين، ممن
يضربون على الطار والطبل، ويلعبون بالشيش، وبعض قطع من السلاح الأبيض ويطفئون بأفواههم النيران فيجتمع عليهم الأطفال وبعض صغار الأحلام فقط. وهي عادة أصبحت على وشك الزوال.
ومن الحفلات الدينية أيضاً حفلات تكايا أو زوايا المولوية، وأرباب هذه الطريقة لهم حين إقامة هذه الحفلات لباس خاص وهو ثوب أبيض فضفاض، ويلبسون على رؤوسهم ما يسمونه كلاهاً وهو من اللباد مستطيل الشكل، ويمتاز رئيس تلك الطريقة بوضعه عمامة خضراء فوقها ويدورون على أنفسهم على نغمات موسيقية مطربة جداً من حيث الفن الموسيقي. وهي من حيث نظامها أتقن حفلات الشرق الدينية على الإطلاق، وهي بالحفلات المدنية أليق منها بالدينية.
إذا حضرت أحدهم الوفاة تعلن وفاته إن كان من الأشراف والعلماء وأرباب الظهور في مآذن المدينة، ثم يحضر غسل المتوفى أصدقاؤه وذوو قرباه. وغسل الميت عند المسلمين يقوم مقام التقرير الطبي في هذه الأيام، يثبت بها أن الميت مات ميتة طبيعية فيطلع الغاسل على عامة جسمه، فإذا كان فيه أثر ضرب أو رض أو خنق ظهر ذلك لحاضري غسله، وهم غالباً من محبيه، فيشيع ذلك ويتصل بالحكام، وبعد غسله يشيعون جنازته إلى أحد المساجد ويصلون عليه، ويذهبون به إلى المقبرة ويمشي المؤذنون أما جنازته يذكرون الله وذلك إشهاراً لموته وإعلاناً له. وبعد رجوعهم من المقبرة يذهبون إلى منزل عميد الأسرة يعزونه ويحضرون على ثلاث ليال بعد العشاء أحد المساجد القريبة من دار المتوفى، يسمعون ما تيسر من القرآن الكريم، ويسمون ذلك صباحية، ويحضر تلك الحفلة أقرباء الراحل وجيرانه وزملاؤه ويصرفون على الفقراء والمعوزين الدراهم والطعام بحسب ثروة المتوفى. وهذه العادة كادت تبطل لمعرفة القوم بقيمة الوقت فأخذوا يكتفون بالتعزية في