بيت آل الفقيد. وعادة عيادة المريض معدودة
عندهم من الواجبات يواسونه ويسلونه ويكررون الاختلاف إليه.
من عاداتهم المدنية أنه متى بلغ الشاب العشرين إلى الثلاثين أن يتولى عميد أسرته إرسال عميدة العائلة مع من ترضاه من أخت وعمة وخالة ونسيبة وبعض خواص الجيران إلى بيوت المدينة يبحثن وينقبن على زوجة لذلك الشاب، وتكون قاعدتهم في خطبيهم غالباً الكفاءة من جهة الثروة والسن والآداب. ولا يزلن يوالين بحثهن عاماً كاملاً على العقل ومتى قر قرارهن على إحدى البنات يكررن التردد إلى دارها مرات عديدة ليرينها بجميع مظاهرها، يرينها في زينتها وفي وقت الغسيل ووقت الطبخ وتنظيف المنزل. وعادة الدور التي يكون بها بنات في سن الزواج وهي عادة من الخامسة عشرة إلى الخامسة والعشرين أن يناط بالبنات تقديم القهوة والشراب للخاطبات فيتأمل الخاطبات مشيتها ونقل أقدامها وأدبها في تقديم القهوة في الإياب والذهاب ويخاطبنها فيرين غنة كلامها وفصاحتها، ومتى أصبح الأمر تقريباً واقعاً يذهبن إلى الحمام معاً ويرين جسمها عارية وشعرها ويشممن آذانها وفمها وتحت إبطها ورائحة عرقها وثيابها، وينقلن ذلك إلى الخاطب وعميد الأسرة مع وصف شكلها وجمال وجهها وطولها وغير ذلك. هذا مما له مساس بالنساء من طرف الخاطب.
أما وظيفة النساء من جهة الخاطب فيزرن الحي القاطن فيه سراً ويرسلن من يتقن به من أقربائهن وجيرانهن فيدخلن غالب بيوت ذلك الحي باحثات عن أخلاق الخاطب وثروته وتجارته أو وظيفته، وعن عدد آل بيته ومركز تلك الأسرة في الهيأة الاجتماعية. ويجري التقصي عن آداب بيت الخاطب وأصوله ويذهبن بالمخطوبة سراً إلى مقر الخاطب أو طريق ذهابه وإيابه فتراه فإذا راق الخاطب في أعينهن بعد تلك الاستخبارات يرفعن الأمر إلى عميد أسرة المخطوبة. وهنا تنتهي مهمة النساء، ثم يتألف شبه وفد من عميد أسرة الخاطب، والبعض من
معارف عميد بيت المخطوبة، إلى دار ذلك العميد، ويطلبون منه الموافقة على زواج تلك البنت من ذلك الشاب، بعبارات تختلف بحسب مركز تلك الأسر في المجتمع. ويكون الأمر مقضياً على الأغلب