الفسح وقرابينه لا تجوز إلا في هذا الجبل وحدود منطقته التي لا تتعدى منطقة نابلس الآن. ومن
الخلافات بينهم وبين اليهود وقت الختان. فالسامريون لا يقبلون عذراً لتأخير يوم الختان إلى ما بعد اليوم الثامن من الولادة على حين يتجوز اليهود في ذلك. وبين الفريقين خلاف في مواعيد الأعياد وشعائرها وفروعها وفرضية القرابين والطبقات الملزمة بها. وللسامريين أصول فلكية دقيقة يستندون إليها في حساب تولد الأهلّة وتعيين مواعيد الأعياد والشعائر.
ويخالف السامريون اليهود في تجويز بعض الأنكحة فهم يحرمون نكاح امرأة الأخ الشقيق وبنت الأخ وزوج الأخت وامرأة العم وامرأة الخال واليهود يحللونها. وكذلك هم يختلفون في بدء عيد الفطير والطقس الخمسيني ذوي الأسابيع السبعة المقدسة التي يحيي بها الإسرائيليون ذكرى أسابيع الخروج من مصر ودخول أرض كنعان. والسامريون يتشددون في شعائرهم الدينية لا سيما يوم السبت، ويزعمون أنهم يطبقون أوامر التوراة حرفياً. ويتشددون في أحكام الدم والنجاسات ومواعيد الطهارة وكيفياتها ويحملون أنفسهم عبئاً لا يملك الإنسان نفسه من الشفقة عليهم من أجله. وهم اليوم لا يغسلون موتاهم ولا يحملونهم وإنما يستأجرون لهذين الغرضين أناسا من المسلمين لأن للميت وغسله ومائه نجاسات يتعذر طهر السامري منها في الحال الحاضر. ويقولون: إن السامري لا يطهر منها إلا إذا رش بعد عزلة الأيام السبعة برماد بقرة مقررة الصفات. وقد نفذ هذا الرماد الذي كانوا يتوارثونه منذ أمد طويل ولم يمكنهم تعويضه. وللسامريين صلوات مفروضة يوم السبت وغيره. ففي غير السبت لهم صلاتان مفروضتان هما صلاة الصبح وصلاة المغرب. وفي يوم السبت صلاتان زائدتان على تينك الصلاتين هما صلاة الظهر وصلاة الصرفة. وصلاتهم ذات ركوع وسجود وانتصاب يتلون فيها سوراً من التوراة. وهم يتوضئون قبيل الصلاة وضوءاً يقرب من وضوء المسلمين.
وأهم أعيادهم عيد الفسح في آخر أسبوع الفطير. ويكون في الرابع عشر من
الشهر القمري الذي يجتمع مع شهر نيسان. وهو عيد سنوي جامع يشبه الحج. يصعد السامريون فيه كبارهم وصغارهم جبل جرزيم. ويوجبون