حضوره على كل سامري ولا يقبل للمتخلف عذر. فإذا كان يوم العيد وأخذت الشمس بالزوال تهيئوا للعيد في ثياب بيضاء وجبب زاهية واعتصموا بعمائم بيضاء أو حرير أغبانية مطرزة وهيئوا سبعة أكباش سالمة من كل عيب ونقص وحفروا تنوراً عميقاً يبنونه بحجارة مرصوفة من دون طين. فإذا آن وقت الغروب يأخذون بتلاوة التوراة وقراءة التراتيل مصطفين على شكل إمام ومؤتمين، فجينما يأزف الوقت المقرر وهو بين الغروبين يعطي الكاهن الأكبر إشارته فيذبح الذباحون الأكباش بسرعة البرق، ثم ينتهون من هذه الصلاة الأولى ويبادرون جميعاً لتحضير الذبائح ينتفها أناس ويملحها آخرون، وبعضهم يوقدون النار ويحمون التنور وهم في كل أعمالهم هذه في صلاة لا يفترون عن التلاوة والترتيل. ثم يحرقون شحوم القرابين وأطرافهم على مذبح يصنعونه من الحجارة ويلقون بعد ذلك الذبائح في التنور، ويقضون بعد ذلك ثلاث ساعات في الصلاة ريثما ينضج القرابين فيرفعون عنها الحجارة ويخرجونها ويأكلونها، وبعد أن ينتهوا من الأكل يحرقون الفضلات والعظام، إذ أنه لا يجوز لغريب أن يمس الذبيحة ولا أثراُ منها. وقد اعتاد المسلمون في نابلس أن يصعدوا الجبل في هذا اليوم للتفرج أولاً ولزيارة شيخ لهم اسمه الشيخ غانم يظن أنه من شهداء الحروب الصليبية اه.
وفي كتاب ولاية بيروت أن شروط العقيدة الأصلية عند السامريين خمسة وهي الاعتقاد بوحدانية الله، ونبوة موسى، وأن التوراة كتاب منزل، وأن جبل جرزيم هو مقدس، وأن الساعة آتية لا ريب فيها. ويعتقدون أن الله منزه عن جميع الصفات ولا يؤمون بنبوة أحد من الأنبياء سوى موسى ويُشع ويعتقدون أن البشر يحاسبون على أعمالهم في اليوم الآخر ويؤمنون بمجيء المهدي ويطلقون عليه
أسماء مختلفة فيسمونه حاشا حيب وحاطا حيب ومرجع وأن لظهور علائم فيظهر كلمة الله وينقل عصا موسى وألواحه العشرة ويجيء بقدرة المن وهي الحلوى الإلهية. ويعتقد السامرة بالملائكة ويفرض على كل سامري أن يصلي ويزكي، فلصلاة صلاتان: إحداهما صلاة الصبح، والثانية صلاة الغروب، وكل صلاة إحدى عشرة ركعة،