قال: ((فإن أذكره الشيطان ما جاء في فضائل العلم وغره بذلك فليذكر ما ورد في ذم العالم الفاجر.
وقال ابن مسعود: كفى بخشية الله علما, وكفى بالاغترار بالله جهلا.
واستفتى الحسن عن مسألة فأجاب فقيل: إن فقهاءنا لا يقولون ذلك. فقال: وهل رأيتم فقيها قط, الفقيه القائم ليله, الصائم نهاره, الزاهد في الدنيا)).
وقد تقدم هذا الأثر بعبارة أخرى.
ثم ذكر أبو حامد رحمه الله ما يفعلونه في ملابسهم ومجالسهم ومراكبهم من التكبر, وإذا عوتبوا في ذلك قالوا: ما هذا كبر إنما هو عز للدين وإظهار لشرف العلم؛ فإنا لو لبسنا الدون من الثياب وجلسنا في الدون من المجالس شمت بنا أعداء الدين, وكان في ذلك ذل على المسلمين. ونسي المغرور ما كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عليه من التواضع والتبذل والقناعة بالفقر والمسكنة, حتى عوتب عمر رضي الله عنه في بذاذة زيه عند قدومه الشام, فقال: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب العز في غيره)).