الأمر الثانى: لم ينفرد أبو خالد الدالانى فى هذه الرواية وعليه زال المحذور الذى نخشاه من يعنى مما قيل فيه من كلام فإذا قال ابن عدى فى حديثه لين هذا المحذور زال مطلقا ولا عبرة بهذا المحذور على الإطلاق لوجود متابع له زيد ابن أبى أنيسة تابع أبا خالد الدالانى وهو يزيد ابن عبد الرحمن تابعه فى الرواية عن المنهال ابن عمرو, المنهال ابن عمرو روى عنه أبو خالد الدالانى وزيد ابن أبى أنيسة هذا الحديث ورواية زيد ابن أبى أنيسة عن المنهال من دون طريق أبى خالد الدالانى هى التى رواها عبد الله فى كتاب السنة ولد الإمام أحمد والإمام البيهقى فى كتاب البعث إذن الحديث روى من طريقين من طريق زيد ابن أبى أنيسة ومن طريق أبى خالد الدالانى فى طريق الحاكم أبو خالد الدالانى فى طريق الحاكم وفى أحدى طرق الطبرانى أبو خالد الدالانى لكن عندنا طريق آخر فيه زيد ابن أبى أنيسة عن المنهال ابن عمرو عن أبى عبيدة عن مسروق عن عبد الله ابن مسعود رضى الله عنهم أجمعين فالشيخ وهو المنهال ابن عمرو روى عنه هذان التلميذان أبو خالد الدالانى وزيد ابن أبى أنيسة وزيد ابن أبى أنيسة ثقة من رجال الكتب الستة توفى سنة تسعة عشرة ومائة وقيل سنة أربع وعشرين ومائة وإذا حذفت هذا خالد الدالانى ووضعت مكانه زيد ابن أبى أنيسة فرجال الإسناد كلهم على شرط الصحيح لأنه تقدم معنا رجاله رجال الصحيح غير أبى خالد الدالانى فاحذف أبا خالد وضع بدله زيد ابن أبى أنيسة وهو من رجال الكتب الستة وثقة وليس حوله كلام وعليه المحذور الذى يخشى من تفرد أبى خالد الدالانى بالرواية لو تفرد زال لوجود هذا المتابع على أن الحديث له طرق أخرى من غير زيد ابن أبى أنيسة ومن غير أبى خالد الدالانى عند الدارقطنى فى كتاب الرؤيا وعند الآجورى فى الشريعة انظروا المكانين المتقدمين فى الشريعة للآجورى وفى الرؤيا للإمام الدار قطنى حددت مكان وجود الحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015