وهكذا النساء فى صورة الكمال لكن هنا نساؤنا على قدرنا ونحن على قدرهن ولا يظلم ربك أحدا سبحانه وتعالى ولهم فيها أزواج مطهرة حسا ومعنى خلقا وخلقا وهم فيها خالدون هذا النعيم الكامل التام لا يخرجون منها وهم فيها خالدون وهذا المعنى أشار إليه ربنا جل وعلا فى سورة آل عمران أيضا فقال جل وعلا زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب قل أؤنبكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد أزواج مطهرة كما تقدم معنا فى سورة البقرة أزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد وهذا المعنى أشار إليه ربنا أيضا فى سورة النساء فى سورة البقرة وآل عمران والنساء على الترتيب فقال جل وعلا (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما) ، (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون) .
إذن النساء فى الآخرة فى جنة الله فى دار كرامته مطهرات وهذه الطهارة شاملة كما قلت للطهارة حسا وللطهارة معنى.
أما الطهارة الحسية فلا عيب فيهن فى ظاهرهن فى أبدانهن فى خلقتهن فى صورهن بوجه من الوجوه هن على أكمل صورة وأحلاها وأبهاها وأجملها وأفضلها فاستمع إلى وصف الله لنساء الجنة لأشكالهن لصورهن لحسن خلقهن قال جل وعلا فى كتابه واصفا نساء الجنة بأنهن حور عين ذكر هذا فى كثير من آيات القرآن الكريم فقال جل وعلا فى سورة الدخان (إن المتقين فى مقام أمين فى جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين) .