فالأمر الأول يتعلق بكم والأمر الثانى يتعلق بى وهو أيضا مثار من قبلكم فلا بد يعنى من وضع الأمر فى موضعه لنكون على بينة من أمرنا والدين النصيحة.
أما ما يتعلق بكم وألاحظه على بعض الإخوة الكرام فى كثير من المواعظ فى هذا المكان المبارك وفى غيره أرى حقيقة علامات الكسل والفتور فى تحمل العلم وفى طلبه وهذا الكسل يأخذ أشكالا متعددة أحيانا ترى بعض الحاضرين يتكأ أو يستند إما يسند ظهره وإما جنبه وإما يمينه أو يتمايل وأحيانا ترى بعض الحاضرين يتثائب وأحيانا ترى بعض الحاضرين يعبث بأعضائه وأحيانا ترى بعض الحاضرين قد سيطر عليه النعاس وكثيرا ما ينام وإذا كان النوم قبل صلاة العشاء مذموم هذا لو كان فى بيته وأراد أن يستلقى على فراشه فكيف يأتى للإنسان نوم فى بيت من بيوت الله بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء وهو فى موعظة حقيقة ما أعلم يعنى هل هو مجهد متعب حقيقة أو أن الشيطان يركب على رأسه عندما يحضر مواعظ العلم من أجل أن يشغله عن ذلك وهذا يعرفه من ينام فى هذه المواعظ ولعل بعضكم تكرر منه النوم وأيقظه بعض الإخوة الحاضرين وبعد أن أستيقظ ذهب وغسل وجهه ثم عاد ونام ثانية وأتابع الأمور فردا فردا ولكن لا داعى لأن نخص واحدا بلوم ونسأل الله أن يتوب علينا وحقيقة عندما يرى المتحدث المتكلم الواعظ الناصح شيئا من ذلك أمامه نفسه تحجم عن الكلام وعندما يتكلم كأنما يضرب بسياط وهذا بثثته مرارا لعدد من الإخوة الكرام فعندنا فى شريعتنا اتصال وثيق بين الإمام والمأموم وبين المتكلم والسامع وإذا كان نبينا خير خلق الله عليه صلوات الله وسلامه يتأثر من عدم تهيأ الحاضرين عند مناجاة رب العالمين فيخلط فى القراءة لتقصير بعضه فى طهوره فمن نحن إذن إذا حقيقة حصل منا ما حصل من تلعثم وتردد وعدم انشراح فى الكلام فنبينا عليه الصلاة والسلام خير الأنام كما سأوضح هذا أم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين فخلط فى القراءة وحصل عنده لبث