تقدم معنا إخوتى الكرام فى آخر الموعظة الماضية أنها عرضت نفسها على النبى عليه الصلاة والسلام فقبل وورد فى بعض الروايات أنه هو الذى تقدم ولا معارضة بين الأمر تقدم بناء على عرضها وهى وفت بعد ذلك بوعدها فقامت بإقناع والدها وتم لها ما أكرمها الله به فى الدنيا والآخرة.
ثبت فى مسند الإمام أحمد ومعجم الطبرانى الكبير والحديث فى مجمع الزوائد فى الجزء التاسع صفحة عشرين ومائتين وإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى المجمع والأثر رواه الإمام البيهقى فى دلائل النبوة مختصرا فى الجزء الثانى صفحة ثلاث وسبعين عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة أى فى الخطبة ويريد أن يقترن بها وأن يتزوجها عليه صلوات الله وسلامه وكان أبوها يرغب عنه أن يزوجه يعنى لا يريد أن يزوجه وتقدم معنا الدافع لذلك هو الدافع المادى فقط فهو فقير عليه صلوات الله وسلامه وهى أبوها أسرة غنية ثرية جدا يرغب عن أن يزوجه فصنعت أمنا خديجة رضى الله عنها طعاما وشرابا كما تقدم معنا فى الرواية الأولى وتلك من رواية جابر ابن سمرة رضى الله عنهم أجمعين فدعت أباها وزمرا من الناس يعنى نفرا وجماعات من الناس وزمرا من الناس من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا يعنى سكروا وفقدوا عقولهم من رؤوسهم فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت أمنا خديجة رضى الله عنها لأبيها إن محمدا ابن عبد الله على نبينا صلوات الله وسلامه يخطبنى وهو كما قلنا أكل من اللحم وشرب فثمل إن محمدا يخطبى فزوجنى إياه فزوجها إياه وهو سكران قال فخلقته أى جعلت له الخلوق وطيبته به والخلوق بفتح الخاء وضم اللام خلوق طيب يصنع من زعفران وغيره ويميل لونه إلى حمرة أو إلى صفرة الخلوق ونحن نهينا أن نتطيب بهذا الطيب بالخلوق أى بالطيب الذى يظهر له أثر على الجلد.