والأمر الرابع: إخوتى الكرام كما تقدم معنا فى استعراض موجز لأحوال أمهاتنا أزواج نبينا وذريته الطيبة المباركة على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وقد كنا نتدارس الأمر الثانى من هذه الأمور الأربعة بعد أن بينت أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو أكمل الخلق خلقا مع الحق ومع الخلق وبناء على ذلك فهو أحسن الناس والخليقة معاملة لأهله عليه صلوات الله وسلامه قلت وقد شاءت حكمة العليم الحكيم سبحانه وتعالى شاءت حكمة الله لأنبيائه أجمعين أن يقوموا برعاية الغنم لينتقلوا بعد ذلك إلى سياسة الشعوب والأمم وقد جمع الله لنبينا عليه الصلاة والسلام رعاية الغنم مع رعاية الإبل قبل بعثته عليه صلوات الله وسلامه ليجمع بين السكينة والسيادة عليه صلوات الله وسلامه فهو المتواضع وهو السيد سيد ولد آدم ولا فخر على نبينا وعلى جميع أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه واستعرضت إخوتى الكرام عند هذا المبحث بعد ذلك بداية المبحث الثانى الذى يتضمن شهادة أمنا خديجة لنبينا عليه الصلاة والسلام ضمن مراحل أولها فى بيان اختيارها لنبينا عليه الصلاة والسلام زوجا لها قبل أن يبعثه الله نبيا لهذه الأمة المباركة المرحومة وقد تقدم معنا أنها هى التى فاتحته بذلك وعرضت نفسها عليه كما ثبت هذا فى معجم الطبرانى والبزار بسند صحيح كما تقدم معنا وورد أيضا أن النبى عليه الصلاة والسلام هو الذى تقدم لخطبتها وأن أختها أيضا توسطت أيضا فى خطبتها وأن نفيسة أيضا توسطت أيضا فى خطبتها وهذه الأمور الأربعة كلها حاصلة أذكرها وأدلل عليها ثم أجمع بينها وأنتقل بعد ذلك إلى شهادة أمنا خديجة رضى الله عنها وأرضاها فى نبينا عليه صلوات الله وسلامه.