بخلقه فقد كفر والله ليس كمثله شىء سبحانه وتعالى وتقدم معنا مرارا أن طريقة أهل السنة فى صفات الله جل وعلا إقرار وإمرار إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل ليس كمثله شىء وهو السميع البصير هذا المعنى الأول الذى ذكره الإمام ابن قتيبة هو فيما يظهر أقوى المعنيين وأولاهما بالقبول.
المعنى الثانى: قال ابن قتيبة لا مانع أن تكون الإبل من نتاج نَعم الجن فى الأصل نعم الجن يعنى من إبل الجن وما عندنا شك أن الجن عندهم إبل وعندهم غنم كما عندنا نحن إبل وغنم وعندهم ما عندنا ولا نبحث فيما عندهم إلا بما أطلعنا الله جل وعلا وأعلمنا لكن حالهم كحالنا لكن هى أجسام فقط يعنى قادرة على التشكل ونحن منعنا من ذلك لكن يأكلون ويشربون ويقضون الحاجة ويتناكحون يتناسلون فيقول لا مانع أن أصل الإبل من نتاج الجن من نتاج نعم الجن لا أنها هى مولودة من الجن الذين هم مكلفون مثلنا هم أحد الثقلين لا إنما من نَعمهم فقوله جن خلقت من جن يعنى من نعم الجن فى الأصل ثم قال بعد أن ذكر هذا كما قلت فى صفحة تسعين يقول وقد يجوز على هذا المذهب أن تكون فى الأصل من نتاج نعم الجن لا من الجن أنفسها ولذلك قال من أعنان الشياطين أى من نواحيها وهذا شىء لا ينكره إلا من أنكر الجن أنفسها والشياطين ولم يؤمن إلا بما رأته عينه وأدركته حواسه وهو من عقد أى من اعتقاد وعقيدة وهو من عقد قوم من الزنادقة والفلاسفة يقال لهم الدهرية وليس من عقد المسلمين يعنى يقول هذا المعنى أيضا لا مانع من قبوله وهى أنها جن من جن خلقت يعنى من نعم الجن خلقت فى الأصل ففيها ما فى صفات الجن وما فى الأشياء التى يستعملونها من النفور والإباء والكبر والاستعلاء وما شاكل هذا فهذا هو المراد خلقت من جن يعنى من نعم الجن فى الأصل ثم قال وهذا لا ينكره إلا من أنكر الجن والشياطين ولم يؤمن لا بما رأته عينه وحواسه كما هو حال كثير من السفهاء ينكر وجود الجن ينكر وجود الملائكة على نبيناو عليهم