ولذلك قال شيخ الإسلام الإمام الخطابى فى كتابه العزلة والخطابى توفى سنة ثمان وثمانين ثلاثمائة للهجرة والإمام ابن عبد البر توفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة للهجرة أوليس كذلك أربعمائة وثلاث وستين الإمام ابن عبد البر أربعمائة وثلاث وستون يعنى بعد الخطيب البغدادى بعد الإمام الخطابى لأن الخطيب البغدادى وابن عبد البر توفيا فى سنة واحدة حافظ المشرق وحافظ المغرب سنة أربعمائة وثلاث وستون حافظ المشرق وحافظ المغرب أما الإمام الخطابى فتوفى قبلهما سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة للهجرة يقول فى صفحة ست ثمانين باب فى فساد الأئمة وما جاء فى الإقلال من صحبة السلاطين ثم بعد أن أورد آثارا كثيرة فى ذلك قال أبو سليمان يعنى هو الإمام الخطابى مؤلف الكتاب ليت شعرى من الذى يدخل إليهم اليوم فلا يصدقهم على كذبهم ومن الذى يتكلم بالعدل إذا شهد مجالسهم ومن الذى ينصح ومن الذى ينتصح منهم إن أسلم لك يا أخى فى هذا الزمان وأحوط لدينك أن تقل من مخالطتهم وغشيان أبوابهم ونسأل الله الغنى عنهم والتوفيق لهم حقيقة هذا بالنسبة لأكثر الخلق إذا ابتعدوا فهذا أسلم لدينهم لأنه يدخل لا يريد من دخوله إلا أن يحصل مصالح نفسه وإذا دخل ما قلت بصفة شرعية فله من الأجر ما لا يخطر بالبال وكما قهر الله ضالين مبتدعين بواسطة صالح يقترب من السلاطين وكما عز الله مؤمنين مستضعفين بواسطة صالح يقترب من السلاطين إذا اتقى الله والله جل وعلا هو العلم بما فى قلوب عباده.
إخوتى الكرام هذا ما يتعلق بالأمر الأول الذى ختمت به المجلس فى الموعظة الماضية.