أما الأمر الثانى: ما يتعلق بالإبل وقد سألنى عدد من الإخوة الكرام بعضهم عن طريق التليفون عن موضوع نقض الوضوء من أكل لحم الجزور وتقدم معنا إشارة نبينا عليه الصلاة والسلام إلى أنها خلقت من الشياطين ما تقدم معنا فى الأحاديث وأشرت إلى أن من أكل لحم جزور فعليه أن يتوضأ وما ينبغى للإنسان أن يصلى فى أعطان الإبل إنما يصلى فى مرابض الغنم أما فى أعطان الإبل مباركها فلا يصلى ولا يتوضأ إذا أكل لحم الغنم ويتوضأ إذا أكل لحم الجزور فاتصل بى بعض الإخوة وقال هذه مسألة غريبة وهو يزيد على الخمسين سنة قال ما سمعتها فى حياتى وهو معذور لأن منهج الجمهور عليهم جميعا رحمة العزيز الغفور أن لحم الجزور لا ينقض الوضوء وهو يعنى نشأ فى بلاد ليس فيها مذهب الإمام المبجل أحمد ابن حنبل عليهم جميعا رحمة الله يقول هذه أول مرة أسمعها أن من أكل لحم جزور يتوضأ يعنى هل هذا ثابت قلت له ثابت عن النبى عليه الصلاة والسلام والحديث فى صحيح مسلم كما ستسمعون ورود فى ذلك حديثان صحيحان كما سأورد عليكم وقلت هذا الذى رجحه شيخ الإسلام الإمام النووى نعم مذهب إبى حنيفة ومالك والشافعى أن لحم الجزور لا ينقض الوضوء ومذهب الإمام أحمد فقط ينقض الوضوء ووردت فى ذلك كما قلت إخوتى الكرام أحاديث فانتبهوا لذلك لا بد من الكلام على هذه المسألة على وجه الاختصار وهى وإن كانت مسألة فرعية تتعلق بأمر الطهارة ونقض الوضوء فلتكن يعنى من باب الاستطراد فى مبحث النبوة حول هذا الأمر الذى ذكرناه.
إخوتى الكرام: الجمهور كما قلت وهم الأئمة الثلاثة وقبلهم الخلفاء الراشدون الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم أجمعين لا يرون نقض الوضوء من أكل لحم الإبل وهذا قول جماهير الأمة وتعلقوا يعنى بعدة أدلة وتوجيهات على قولهم معتبرة سديدة وأبين بعد ذلك منزلة القول الثانى إن شاء الله.