على المفاسد وتقليلها فمن راقب هذين الأمرين وقصد من مداخلته النصح أن يحصل المصالح وأن يكمل المصالح الموجودة على وجه التمام وأن يقضى على المفاسد أو أن قلل منها من قصد بدخوله هذين الأمرين فهو على هدى والأمر كما قال الإمام ابن عبد البر كان فى ذلك رضوان الله إلى يوم يلقاه.
نعم من دخل وداهن واشتعل بالمدح والملق وما بصر السلطان بعيوبه ولا وجهه إلى ما فيه صلاحه وسعادته فى هذه الحياة وبعد الممات فهو أول غاش للسلطان ومن باب بعد ذلك هو غاش لعباد الرحمن وهو أيضا مفسد فى الإسلام هذا إذا دخل وما اتقى الله وإذا دخل بالشروط المتقدمة فلا حرج عليه لكن بما أن أكثر النفوس ضعيفة هزيلة تميل إلى العاجل وإذا اقتربت من السطان غاية ما تريده من اقترابها أن تحصل حظوظا نفسها ولا تسأل بعد ذلك عن دين ربها ولا عن الأمة ولا عن أولياء الله ولا عن دحض الباطل ودحر أعداء الله لما كان الأمر هو هذا الغالب على أكثر الناس حقيقة مجالس فتنة الابتعاد عنها أسلم لك فإذا كنت قويا فتقدم وإذا كنت ضعيفا فتأخر والإنسان على نفسه بصيرة يضاف إلى هذا ما حصل بعد ذلك من فساد كثير من السلاطين فلا يقبلون النصح إلا ما رحم ربك وقليل ما هم.