قال هرقل لأبى سفيان: كيف نسبه فيكم، هذا محمد عليه الصلاة والسلام خير عباد الله الذى بعث فيكم فى مكة وهاجر إلى المدينة وأنتم من قومه وأنت تزعم أنك من رهطه وأقرب الحاضرين به، كيف نسبه فيكم: قلت هو فينا ذو نسب، والتنكير فى نسب للتعظيم، أى نسب عظيم جليل رفيع كريم من خير بيوتات قريش، وهذا كقول الله {ولكم فى القصاص حياة..} أى حياة كريمة سعيدة هنيئة، فالتنكير للتعظيم والتفخيم، هو فينا ذو نسب، هذا السؤال الأول عدوا الأسئلة عشرة.
ووجه إليه السؤال الثانى وهذا سؤال نصرانى سؤال كافر وبقى على كفره، لكن اسمعوا لشهادة الحق نعلم أن الحق أبلج من النهار وأوضح وأظهر، فقال هرقل السؤال الثانى: هل قال هذا القول أحد قط قبله؟، أحد فى قريش كان يدعى أنه نبى ورسول قبل محمد عليه الصلاة والسلام، عندكم من ادعى النبوة يا معشر العرب؟، قلت: لا ما سمعنا بهذه الدعوة على الإطلاق، ونحن نعبد الأصنام وما جاءنا أحد قال: أنا نبى أتركوا عبادة الأصنام.
السؤال الثالث: فقال: هل كان من أباءه من ملك؟، قوله من ملك بزيادة من وحذفه، هل كان من آباءه ملك، من ملك؟ وعلى الزيادة تضبط بوجهين كما قال علماء الحديث وكل من هذه الوجوه منقول، هل كلن من آباءه مَن مَلَكَ، مِن مَلِكٍ، هل كان من آباءه مَلِكٌ؟، وقال الحافظ ابن حجر فى الفتح، والوجوه الثلاثة متقاربة، والمعنى هل أحد من آباءه كان ملكاً عليكم رئيسا، مسئول، قلت: لا ما كان من أحد من آباءه ملك، مَلَكَنا أحد من أسرته.