فقال هرقل لترجمانه: قربوه واجعلوا أصحابه ورآء ظهره ورآء أبى سفيان، ثم قال لأصحابه الذين معه وكما قلت كانوا ثلاثين أوعشرين: إنى سائل هذا، أى عن هذا النبى الذى بعث سأسئله فإن كذبنى فكذبوه، قال علماء اللغة: هذا من غرائب الألفاظ، كذب بالتخفيف تتعدى إلى مفعولين، كذّبوه تتعدى إلى مفعول واحد، والأصل أن الفعل إذا شدد وثقل إذا كان لازماً يتعدى إلى مفعول إذا كان متعدى إلى مفعول يتعدى إلى مفعولين، هذا إذا ثقل يتعدى إلى مفعول واحد وإذا خفف يتعدى إلى مفعولين، هذا من غرائب الأفعال كما قال علماء اللغة، إن كذبنى الحديث والخبر والقول، فالمفعول الأول الياء الضمير والثانى إن كذبنى القول الخبر الكلام فكذبوه، هذا لا يتعدى إلى مفعول واحد، كذبوا أبا سفيان، يقول أبو سفيان: والله لولا أن يأثرونى بكسر الثاء وضمها يأثُر أى يروا ويتناقلوا عنى كذباً لكذبت عنه، انتبه قال: يأثروا وما قال يكذبونى، هو واثق من عدم تكذيبهم له واثق لآنهم على نحلته وعلى ضلالته، فإذا غمط النبى عليه الصلاة والسلام وحقره وأنقص من شأنه لن يقولوا لهرقل إنه يكذب، كلهم يتآمرون على الباطل لكن سيسقط من أعينهم بعد ذلك، يقولون: هذا كذاب والكذب منقصة، عند الموحدين وعند المشركين الذى يكذب هذا ناقص يقول: لولا أن يأثروا أى يروا ويتناقلوا فيما بعد خبر كذبى وأنه لاقيمة لى إلا كذبت لأننى واثق من عدم تكذيبهم لى، لكن بعد ذلك سأفتضح لذلك سأتكلم بالحق، إلى هنا كله سؤال عمن يقرب من النبى عليه الصلاة والسلام وله به صلة من أجل أن يستوثق هرقل من أحواله وأخباره، فاسمعوا إلى الأسئلة العشرة.