ما فى قلب الإنسان سيظهر على جوارحه مهما تكتم وكتم، وإذا أسر الإنسان سريرة أظهرها الله على جوارحه إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وورد الحديث بذلك فى معجم الطبرانى الكبير والأوسط من رواية جندب بن سفيان والأثر إسناده ضعيف، ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله راءها إن خيراً فخير وإن شراً فشر، فى قلبك شىء لابد من أن يظهر، وهكذا نبى لابد من ان صدقه، متنبىء لابد من أن يظهر كذبه، ولذلك سيشيع حال الإنسان على ألسن الناس سوآء علم أم لم يعلم، ما فى قلبك وما أنت عليه سيتناقله الناس بألسنتهم ويذكرونك بما فيك.

وقد ثبت فى مستدرك الحاكم والحديث رواه البيهقى فى شعب الإيمان وإسناد صحيح، عنم أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: إن لله ملائكة فى الأرض تنطق على ألسنة بنى أدم بما فى المرء من خير وشر،، ولذلك المؤمنون فى هذه الحياة هم شهداء الله فى الأرض،

إذاً لابد من علامات، العلامات التى نعرف بها صدق النبى وكذب المتنبىء كثيرة يمكن أن نجملها فى أربعة أمور، وكل واحد من هذه الأمور سيأخذ معنا موعظة أو أكثر، موعظة على أقل تقدير، وإذا زاد الوقت فنسأل الله أن يبارك لنا فى علمنا وديننا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، هذه العلامات الأربعة، أذكرها على سبيل الأجمال، ثم أذكر أمراً عاما يدل على هذه العلامات، وأما تفاصيل هذه الأربعة كل واحد منها على حدة، هذا يكون فى المواعظ الأتية إن أحيانا الله.

الأمر الأول: النظر إلى النبى فى نفسه، أن تتأمل حاله فى معيشته فى معاملاته بين أسرته كما سيأتينا برهان هذا وتقريره والتدليل عليه.

الأمر الثانى: النظر إلى الشريعة التى أتى بها النبى والديانة التى بلغها، والهدى الذى جاء به.

الأمر الثالث: النظر إلى معجزات النبى وخوارق العادات التى أتى بها.

الأمر الرابع: النظر إلى أصحابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015