إخوتى الكرام: يحق لمركوب يركبه خير خلق الله عليه الصلاة والسلام أن يكون كذلك، سيأتينا إن شاء الله عند حديث الإسراء، لما قدم البراق إلى النبى عليه الصلاة والسلام ليركبه وهو دابة دون الفرس وفوق الحمار على نبينا صلوات الله وسلامه، دون البغل وفوق الحمار، لما قدم له هذا البراق ليركبه، مأخوذ كما سيأتينا من البريق، وهو اللمعان أو من البرق من شدة السرعة كأنه برق خاطف، لما قدم له ليركبه، بدأ يستصعب ويعنى يعتريه امتناع وإباء، فقال له جبريل: ما لك والله ما ركبك أحد قبله، خير منه، مالك، ما ركبك قبل النبى عليه الصلاة والسلام أحد قبل النبى عليه الصلاة والسلام، مالك: قال: فانصب عرقاً، بدأ هذا البراق وهذه الدابة تسيل عرقا حياء، أما تعليل امتناع البراق، علل بأمرين محل الشاهد، يقول الإمام ابن حجر،: امتنع الراق ليس امتناع إباء إنما امتناع زهوٍ وخيلاء لما قدم البراق للنبى عليه الصلاة والسلام ليركبه بدأ يضرب برجليه ويفتخر يركبنى خير خلق الله، لكن هذا الإفتخار يعنى ما فيه كما قلت ليونة ليركبه النبى عليه الصلاة والسلام لكن هو يفتخر وامتناعه ليس امتناع إباء إنما امتناع زهو وخيلاء، فهذا الزهو والخيلاء الذى حصل له عندما اقترب من النبى عليه الصلاة والسلام ليركبه ترتب عليها نفور فيه فاستصعب على النبى عليه الصلاة والسلام، لكن هذا الإستصعاب لا من باب الإباء، من باب الزهوّ والخيلاء يبتهج يركبنى خاتم الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه، لكن هذا الزهو، إذا طغى يعنى على الأدب الواجب يعاتب عليه مالك، ماركبك أحد قبله خير منه عليه صلوات الله وسلامه، فكيف أنت إذاً يعنى يحصل فيك ما يحصل، انصب عرقاً واستكان حياءا فركبه نبينا عليه الصلاة والسلام، وهنا هذا الفرس العرى الذى ركبه نبينا عليه الصلاة والسلام ليكسف اثر الفزع الذى حصل فى قلوب أهل المدينة المنورة على نبينا صلوات الله وسلامه، يركبه وهو عرى وهو كما قلنا بطىء