وهذا أعظم مما لو قام الجزء الأخير أوالجزء الأول أو الليل بكامله هذا أشق وأعظم عند الله جل وعلا، فلو قدرنا أن الليل عشر ساعات من الساعة السابعة ننتهى من صلاة العشاء مثلا إلى الفحر الساعة الخامسة، لو قدرنا أن الليل عشر ساعات ينام خمس ساعات هذا النصف، ثم يستيقظ ثلاث ساعات وكسر، قدرها ثلاث ساعات ونصف فى التهجد، ثم ينام ساعة ونصف، فيكون قد قام من الثلث الأخير نصفه، لأن الثلث الأخير ثلثا الليل أوليس كذلك، نام النصف وهو الذى سدس الليل كله نام نصف الثلث الذى هو سدس وقام بعد ذلك نصفه مع نصف الليل أيضا لأنه قد يقول قائل: يعنى لما ما قام ثلث الليل الأخير كله؟ نقول: قام قبله فحصل من ثلث الليل الأخير الذى له فيه فضيلة حصل نصف ثلث الليل الأخير واضح هذا، بعنى هو عندما نام عندما قام ثلث الليل، ثلث الليل كما قلت: فيه جزء من ثلث الليل الأخير وهو نصف الليل الأخير دخل معه، لأن ثلث الليل الأخير سدسان، فلما نام السدس بقى كما قلت: سدس، وهوسدس الليل الكامل قامه فى قيامه، انظر لهذا القيام ينام النصف يقوم الثلث ينام السدس وفى نيامه السدس هذا إعانة لبدنه على صلاة الفجر بجد ونشاط وذهاب للصفرة من وجهه لأن من واصل القيام اصفر وجهه، فلا يريد ان يحصل فيه هذه العلامة ويريد أن يستقبل الطاعة بجد ونشاط ثم انظر لهذا كما قلت: نوم قيام نوم قيام، هذا أصعب مما لو كان قياما متصلا فى الثلث الأخير، فهذه عبادته وقوته وكان لا يفر إذا لاقى، وهذا حال نبينا عليه صلوات الله وسلامه فلنمتع أنفسنا بقوة نبينا عليه الصلاة والسلام فى هذه الموعظة، ثم بعد ذلك أتكلم على ثلاثة أمور أكرم الله بها بدن نمبينا عليه الصلاة والسلام شق صدره وخاتم النبوة الذى بين كتفيه وولادته مختوناً مسرورأ عليه صلوات الله وسلامه، وهذه كلها من باب الكمال فى الخَلْق الذى تميز به عن سائر الخلق عليه صلوات الله وسلامه.