أنبياء الله ورسله عليهم جميعا صلوات الله وسلامه حازوا درجة الكمال فى الخَلْق ومن هذا الكمال الذى كانوا عليه فى خلقهم القوة والشجاعة على نبينا وعلى أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه، فأقوى الناس على الإطلاق أنبياء الله ورسله، وأقوى أنبياء الله ورسله نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرنا ربنا جل وعلا عن هذه القضية فيما يتعلق بالأنبياء وأثنى عليهم بالقوة فالله جل وعلا يقول فى حق العبد الصالح داود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه {واذكر عبدنا داود ذا الأيدى إنه أوآب} ، والأيد: مصدر آد يأيد أيداً إذا قوى واشتد، {واذكر عبدنا داود ذا الأيدى} أى ذا القوة، صاحب القوة البدنية والقوة القلبية العلية، {واذكر عبدنا داود ذا الأيدى} ، والأيد: كما قلت: مصدر آد يأيد أيداً كما لفظ الأيد يأتى بمعنى جمع اليد أيدى، والمراد هنا المصدر ومنه قول الله جل وعلا {والسماء بنيناها بأيد} ، أى بقوة وإحكام وإتقان، {ما رتى فى خلق الحمن من تفاوت} ، وليس المراد بنيناها بأيدينا كما قال الله {ما منع أن تسجد لما خلقت بيدى} ، لا ليس هنا إثبات صفة اليد لأن الأيد هنا مصدر آد يأيد أيدا، أى قوى، {واذكر عبدنا داود ذا الأيدى} .