هذه الأمور الأربعة إخوتى الكرام، قلت من تأملها يستطيع أن يفرق بين النبى والمتنبىء، بين النبى والدعى، بين النبى الصادق والمتنبىء الكذاب، وكنا إخوتى الكرام نتدارس العلامة الأولى، النظر إلى النبى عليه الصلاة والسلام فى نفسه، فمن تأمل أنبياء الله ورسله عليهم جمعيا صلوات الله وسلامه خَلْقاً وخُلُقا واستبان من هذا التبين أنهم رسل الله حقا، كنا نتكلم إخوتى الكرام عن حال الأنبياء من حيث الخلق وهو الشق الأول من العلامة الأولى وغالب ظنى أننا تدارسنا هذا فى موعظتين ويعلم الله ما كان فى ظنى أن يطول الأمر إلى هذا المقدار ولعل هذه الموعظة أيضا ستكون فى بيان أيضاً ما يتعلق بخلق النبى عليه الصلاة والسلام، وأما الخلق وهو الشق الثانى من العلامة الأولى فنتدارسه فى المواعظ الآتية إن أحيانا الله.
إخوتى الكرام:
قلت إن الله جعل أنبياءه ورسله عليهم جميعا صلوات الله وسلامه فى درجة الكمال فيما يتعلق بخَلْقهم وخُلُقهم، أما الخَلْق ففيه الكمال جلال وجمال، كما تقدم معنا، ملاحة وبهاء فجمع هذا النبى نبينا وأنبياء الله ورسله عليهم جميعا صلوات الله وسلامه الطكمال فى الخلق ففيه ملاحة وبهجة وإشراق وفيه جلال وهيبة ورهبة كما تقدم معنا شىء من تقرير هذا.
إخوتى الكرام:
هذا الخلق الذى جعلهم الله عليه بهذه الصورة مع الخٌلٌق الذى هو أيضا فى درجة الكمال قلت: يستحيل أن يكون كمن اتصف بهذا الوصف فىكمال فى خَلءقه وخُلُقه ثم بعد ذلك يكذب على ربه جل ولاع ولا يعاجله الله بالعقوبة وهو يقول إنه رسول عليه الصلاة والسلام، والله يزيده كمالا فى خَلْقه وخُلُقه، هذا لا يمكن أن يقع على الإطلاق تقدم معنا شىء كما قلت مما يتعلق بخَلْق نبينا عليه الصلاة والسلام وأريد أن أكمل هذا الموضوع فى هذه الموعظة إن شاء الله. و
إخوتى الكرام: