يقول والطريق الثانى: يقول، أن يكون دخل عند راوية الحديث وأفضى إليها يعنمى عند إحدى أمهاتنا أزواج نبينا عليه وعليهن صلوات الله وسلامه، كما يفضى الرجل إلى امرأته ثم تركها فتبعته، فدخل عند إحدى زوجاته الأخريات فنظرت من شق الباب ورأت ما رأت، يقول: إذا هذا إما أن يخبر وهذا لا يليق بمرؤةالنبى عليه الصلاة والسلام، أو أنه كان يأتى الراوى أو الراوية ينظر إلى النبى عليه الصلاة والسلام ماذا يفعل فى بيته، يقول: وهذا لا يمكن، ومن اعجب العجب ألا يتعرض شراح الحديث لمثل هذا الحديث بتجريح أو تصحيح، بل كل ما يقولون ويصرفونه الجهد فيه هم، هل كان نساءه عليه الصلاة والسلام الآتى مر عليهن فى ليلة واحدة تسعا أم سبعاً فى هذا العهد، كذاب ما أحد قال سبعة على الإطلاق، وإنى أترك المؤمن الذى لا يتقيد يالتقليد الأعمى ولا يتبع الأسماء الرنانة التى دس الداسون وأبطل المبطلون تحت ستارها، وهى من كل هذا براء، إنى أتركه ليفكر فى نفسه هل مثل هذا صحيح؟ نعم تحتكم إلينا نقول صحيح، وعقلك قبيح، وهل نشر مثله على سواد الأمة جائز وهو فى الصحيحن، ثم بعد ذلك يقول: يا للداهية الداهية الدهياء والخطة العمياء الرسول الكريم الذى يقول: إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق، والذى ورد من صفاته وشمائله أنه كان يستحى كاستحياء البكر فى خدرها، والذى يقول الله فيه {وإنك لعلى خلق عظيم} ، هذا الرسول وتلك صفاته وأخلاقه وهذه شهادة الله له يزعمون أنه جلس بين صحابته وقال: إنى أوتيت قوة أربعين منكم فى الجماع، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وأستغفر الله، إلى أخره، يقول بعد ذلك: على أن هذه الأحاديث سواء صح سندها أو لم يصح فهى على ضعفها وظهور بطلانها، قلة لا يعتد بها ما دام إلى جانبها إجماع الأمة وتظاهر الأحاديث الصحيحة التى تدمغها، وتظهر أغراض الدين والمشرع باجلى مظاهرها إلى أخر كلامه.