هذا لابد من وعيه وهذا كما قلت: من علامات الكمال للإنسان وقد ذكر أئمتنا فى ترجمة العبد الصالح سليم بن عتر، وكان من القضاة الكبار فى مصر وهو من التابعين، أدرك عمر بن الخطاب وروى عنه، وأدرك علياً وروى عنه وعهن عدد من الصحابة الكرام، وانظروا ترجمته فى الجزء الرابع صفحة 132، من سير أعلام النبلاء، وغير ذلك من الكتب التى ترجمته، سليم بن عتر، تابعى وهذا مفخرة لأهل مصر، الإمام الفقيه قاضى مصر وواعظها وقاصها وعابدها، أبو سلمة، ثم يقول بعد ذلك: وروى أنه كان يختم كل ليلة ثلاث ختمات، ويأتى امرأته ويغتسل ثلاث مرات، أنها قالت بعد موته: رحمك الله لقد كنت ترضى ربك وترضى أهلك، علق المعلق، وانا أعجب لهذه التعليقات التى تتردد فى كل مكان، قال: لا يعقل ذلك وربما لايصح عنه، لما لا يعقل؟ لأنه مخالف لهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول، لا يعقل أنت عندك عقل عندما تقول أو لا، عندك عقل يعقلك عن مخالفة العقل أم لا لا يعقل ما معنى لا يعقل؟ يعنى مستحيل لا يتصور وجوده، أوليس كذلك، ألا يتصور أن يختم هذا فى اللية مائة ختمة عن طريق خارق العادة، أما يتصور أن يسير من هنا إلى مكة ويعود فى جزء من الليل، يعقل أم لا يعقل؟ يعقل، أما أنه بعيد فى العادة هذا أمر أحر، وليس إذا استبعد الحس والعقل الشىء معناه لايعقل، لا يعقل يعنى مستحيل، لا يمكن أن يقع وهذا باطل، مخالف لهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: [لم يفقه من قرأ القرآن فى أقل من ثلاث] ، الحديث صحيح رواه أبو داود والترمذى بسند صحيح.