وقد ذكر الإمام القاضى عياض الذى توفى سنة 544 للهجرة فى كتاب الشفا بالتعريف فى حقوق المصطفى على نبينا صلوات الله وسلامه فى صفحة 87، أن مما يتمدح به الإنسان كثرة أزواجه وكثرة وطئه، هذا مما يتمدح به، هذا دليل على صحته وقوته وفحولته ورجولته، وأقول: وهذا مما فطر الله عليه الناس، هذا فى الأصل فطرة عند الناس، وكان العرب يتمحون به وحث عليه الشرع المطهر، ولذلك ثبت فى صحيح البخارى فى كتاب النكاح باب كثرة النساء، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: خير هذه الأمة أكثرهم نساءا، فخير هذه الأمة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أكثرها نساءا، ثم بعد ذلك الصحابة.
يقول الإمام الغزالى فى الإحياء: من كان عنده الصحابة ثلاث والأربع كثير، ومكن كان عنده اثنتان ليحصى والقليل من كان عنده واحدة، هذا حال الصحابة، ويستحيل أن يأخذ هؤلاء بالمفضول ويتركوا الفاضل، فلو كان التعدد مفضولاً ناقصا لما أخذوا به رضي الله عنهم وأرضاهم، وكان على أزهد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولما توفى عنده أربع حرائر، وسبعة عشر سرية، مات عن واحد وعشرين امرأة.... إحدى وعشرين امرأة رضي الله عنه وعنهن وعن الصحابة أجمعين، هذا حال على.
ولذلك قال سفيان بن عيينة: كثرة النساء ليست من الدنيا فعلى أزهد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وعنده أربع حرائر وسبعة عشر سرية، يستشهد رضي الله عنه وعنهن، يستشهد عنهن رضي الله عنهم أجمعين.