إخوتى الكرام: وهذا الأمر أعنى كثرة التزوج وكثرة الوطء مما يتمدح به الذكور فى هذه الحياة، وهو من علامة كمال الفحولة واكتمال الذكورة فى الإنسان، وقد كان العرب يتمدحون به، وقد كرهه المخنثون فى هذه الأيام واعتبروه منقصة عندما يتزوج الإنسان اثنتين أو ثلاثة أو أربع وعندما يطوف على نساءه الأربع فى ليلة واحدة يقول: أنت شهوانى؟ اما تستحى من الله، فى الفحولة هذا كمال، والضعف الجنسى فى الإنسان منقصة ولذلك من صفات النفص الكبيرة التى يساوى الإنسان عليها إذا احتسب العنة، والعنة على قسمين، إما عنة كاملة، وما معه شىء من الحركة كالخرقة البالية، وإما عنة ناقصة كأمر أكثر الناس فى هذه الأيام، هو هنا كذب وزور، هناك كلام فى الراوى هنا كلام فى الرواية، اختلف الأمر غاية الإختلاف، لذلك إخوتى الكرام حقيقة العكوف على كتب سلفنا هذا خير لنا من أن نأخذ من كتب يعنى أخذت من تلك الكتب وصار فيها شىء من التصرف الشهوة لكن يحجزها عنها حاجز طبيعى ـ ونشاط ولا عنده قوة وفتور وبرود يصاب به الإنسان، هذا كسل فى الإنسان، والنشاط يدل على حيوية الإنسان وكماله ورجولته وفحولته، ولذلك يتزوج الإنسان وامرأة وفيه عنة كاملة، غاية ما تصبر عليه سنة واحدة، وبعد ذلك لها حق طلب الطلاق وتطلق مع أخذ المهر من أوله لأخره، لأن العجز جاء منه، إذا كان أنت لست برجل لما تغررالنساء بنفسك، العن ضعف، وقد قضى بذلك عبد الله بن مسعود، هذا ثابت فى مصنف ابن أبى شيبة وسنن الدارقطنى بسند صحيح كالشمس، وروى عن على، وعن عمر، وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنهم أجمعين من الصحابة، قال الإمام ابن قدامة ولا يعرف لهم الصحابة مخالف فكان إجماعا، على ذلك المذاهب الأربعة.