أتركها ولو راغبة ابحث عن واحدة تزيد على الأربعين وأنت تزيد على الستين يعنى فى ذلك يعنى قد يتحمل منك ومنها لكن امرأة دون العشرين وأنت فوق الستين اتق الله فى نفسك أنت إذا كان عندك يعنى كرامة خاصة من قبل الله يمدك بمعونة وقوة هذا أمر آخر.
يقول الإمام ابن الجوزى وقبيح بمن عبر الستين أن يتعرض بكثرة النساء فإن اتفق معها صاحبة دين قبل ذلك فليرع لها معاشرتها وليتمم نقصه عندها تارة بالإنفاق وتارة بحسن الخلق وليجد فى تعريفها أحوال الصالحات والزاهدات وليكثر من ذكر القيامة وذم الدنيا إلى آخر كلامه الذى يتعلق بهذه القضية وأشار إلى مثل هذا الكلام أيضا فى صفحة تعسن ومائتين والكتاب كله إخوتى الكرام: حقيقة نافع وفيه مواعظ بالغة تحت عنوان الكهل والزوجة الصغيرة والكهل هذا الذى دون الشيخ يعنى من طعن فى الأربعين فهو كهل قد دخلنا فى سن الكهولة ونسأل الله حسن الخاتمة يقول شكا لى بعض الأشياخ فقال قد علت سنى وضعفت قوتى ونفسى تطلب منى شراء الجوارى الصغار ومعلوم أنهن يردن النكاح وليس فى ولا تقنع منى النفس بربة البيت إذ قد كبرت عنده زوجة لكن يريد أن يشترى جارية فقلت له عندى جوابان أحدهما الجواب العامى جواب العامة وهو أن أقول ينبغى أن تشتغل بذكر الموت وما قد توجهت إليه وتحلم باشتراء جارية لا تقدر على إيفاء حقها فإما تبغضك فإن أجهدت يعنى نفسك استعجلت التلف وإن استبقيت قوتك غضبت هى على أنها لا تريد شيخا كيفما كان حتى لو أتعبت نفسك تنفر منك وقد أنشدنا على ابن عبيد الله قال أنشدنا محمد التميمى ثم روى أبياتا من الشعر هى موجودة أيضا فى كتاب غذاء الألباب للإمام السفارينى فى الجزء الثانى صفحة ثمان وثمانين وثلاثمائة ونقلها عن ابن الجوزى:
أفق يا فؤادى من غرامى واستمع ... مقالة محزون عليك شفيق
علقت فتاة قلبها متعلق بغيرك ... فاستوثق غير وثيق
واصبحت موثوقا وراحت طليقة ... فكم بين موثوق وبين طليق