أما فى الدنيا لا تحصل يعنى الشبع إلا بتعب ولا تحصل الرزق إلا بتعب ولا تدفع عنك الحر إلا بتعب فانتبه لهذا إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى إذن فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى الخطاب إخوتى الكرام: لآدم وزوجه على نبينا وعليهما صلوات الله وسلامه فلا يخرجنكما ثم الإخبار بصيغة الإفراد فتشقى لم لم يقل فتشقيا قيل لأن المخاطب بذلك آدم أصالة وزوجته تبع له وما يشمله يشملها هى ستشقى أيضا مع شقائه هو وكل واحد سيتعب فى هذه الحياة وإنما آثر الله الإخبار بصيغة الإفراد من أجل المحافظة على رؤوس الآى فتشقى أن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى فمن أجل المحافظة على رؤوس الآيات السابقة واللاحقة أتى بصيغة الإفراد وقيل لأن الشقاء والتعب فى حق الرجل أكثر منه فى حق المرأة لأنه هو المطالب بالنفقة وتحصيل أمور المعيشة فالشقاء فيه والتعب فيه والعناء يحصل له أكثر مما يحصل للمرأة إذن شقاء سيحصل للإنسان قبل تحصيل هذه الزوجة أما يحتاج الزواج إلى مهر لا بد منه يحتاج إلى كلفة وشدة وعناء وتعب وقهر هذا حال الحياة ولايمكن أن يحصل الإنسان فى هذه الحياة لذة إلا بعد مكابدة شدة كما قال الله جل وعلا فى سورة البلد لقد خلقنا الإنسان فى كبد مكابدة مشقة بعد مشقة ويتحمل شدة بعد شدة تحصيل مآربه وشهواته ولذائذه التى أحلها الله له لكن لا توجد شهوة بلا تعب بلا كدح بلا جهد بلا عناء ولو قدر أن الطعام جاءك لو قدر من طريق حلال لا بد من أن تتعب كما تقدم معنا فى مضغه ولو قدر أنه يعنى بذل لك المهر5548مع امرأة تميل نفسك إليها سيأتين بذلك تعب تعب تعب تعب بعد ذلك فى الاتصال بها وفيما يترتب عليك ما سيأتينا عشرة أمور من النقص فى هذه الشهوة وعلى ذلك تتعلق النفس بها فإذا كانت النفس عاقلة تتعلق بهذه الشهوة إذا لم يكن فيها نقص من باب أولى لقد خلقنا الإنسان فى كبد يكابد كما قلت شدة بعد شدة ونصبا بعد نصب